الانس الجليل (صفحة 756)

ثمَّ دخلت سنة تسع وَثَمَانمِائَة وفيهَا توفّي الشَّيْخ شهَاب الدّين العميري فِي شهر ربيع الأول - كَمَا تقدم فِي تَرْجَمته - وَكَانَ قد حصل لَهُ السرُور بمعمارة الْمدرسَة الاشرفية لِأَنَّهُ اجْتهد فِي عمارتها وراع السُّلْطَان فِيهَا واحتفل بأمرها فَلَمَّا انْتَهَت عمارتها أَدْرَكته الْمنية قبل بُلُوغ الامنية فسبحان من يتَصَرَّف فِي عباده بِمَا يَشَاء وفيهَا توفّي الشَّيْخ سعد الله الْحَنَفِيّ إِمَام الصَّخْرَة الشَّرِيفَة وَترك ولدا صَغِيرا فَحمل الْوَلَد الى السُّلْطَان وساعده جمَاعَة فِي استقراره فِي إِمَامَة الصَّخْرَة الشَّرِيفَة عوضا عَن وَالِده وَتوجه نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن خشنى المهشور بِابْن الشنتير للسعي فِي الامامة وساعده الْأَمِير تمراز أَمِير سلَاح فاقضى الْحَال الْمُشَاركَة بَينهمَا فاستقر نَاصِر الدّين ابْن دشني فِي نصف الامامة وَهُوَ الَّذِي كَانَ قرر وَالِده فِيهِ الامير نَاصِر الدّين بن النشاشيبي - كَمَا تقدم ذكره فِي حوادث سنة سِتّ وَسبعين - وَاسْتقر نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ سعد الله فِي النّصْف الثَّانِي وَكتب لكل مِنْهُمَا توقيع شرِيف بِمَا اسْتَقر فِيهِ وفيهَا توجه القَاضِي شرف الدّين يحيى الْمَالِكِي قَاضِي الْقُدس الى الديار المصرية يشكي حَاله من جمَاعَة بالقدس الشريف فرسم لَهُ باستمراره فِي الْوَظِيفَة وتقوية يَده وَشد عضده وَكتب لَهُ مرسوم شرِيف بذلك (ذكر إِقَامَة نظام الْمدرسَة الأشرفية) وفيهَا عين السُّلْطَان لمشيخة مدرسته بالقدس الشريف شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف بِحكم وَفَاة الشَّيْخ شهَاب الدّين الْعمريّ وَطَلَبه الى حَضرته وشافهه بالأولاية وَسَأَلَهُ فِي الْقبُول فَأجَاب بذلك والبسه كامليه وَتوجه من الْقَاهِرَة المحروسة الى الْقُدس الشريف وصحبته القَاضِي بدر الدّين أَبُو البقا ابْن الجبعان والأميران جَان بلاط وماماي والمهتار رَمَضَان وَجَمَاعَة من الْقُرَّاء السُّلْطَانِيَّة ودخلوا الى بَيت الْمُقَدّس فِي يَوْم الاحد سادس رَجَب مومعهم اكبار المقادسة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015