الْقُدس الشريف قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين يحيى بن مُحَمَّد الاندلسي الانصاري الْمَالِكِي مُتَوَلِّيًا قَضَاء الْمَالِكِيَّة بعد شغوره عَن القَاضِي عَلَاء الدّين بن المزوار نَحْو سبع سِنِين فان ابْن المزوار سَافر من الْقُدس فِي جمادي الاولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ بَاقٍ على الْولَايَة الى ان توفّي فِي آخر جمادي الاولى سنة خمس وَثَمَانِينَ واستمرت الْوَظِيفَة شاغرة الى أَن ولي القَاضِي شرف الدّين يحيى - الْمشَار اليه - فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدخل الى الْقُدس فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَفِي يَوْم السبت خَامِس عشر صفر أَيْضا توفّي أَمِين الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الْحلَبِي الْمَشْهُور بِابْن قطيبا مبَاشر الاوقاف ومولده فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ لَهُ معرفَة تَامَّة بمصطلح الْمُبَاشرَة والحساب وَكَانَ منور الشيبة حسن الشكل وفيهَا فِي مستهل جمادي الاولى ورد جَراد كثير على بَيت الْمُقَدّس فَأكل غَالب ثَمَرَة الكروم وَالزَّرْع والخضروات وَاسْتمرّ مُدَّة يذهب وَيعود وفيهَا عَاد شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف من الْقُدس الى الْقَاهِرَة فوصل اليها فِي جمادي الْآخِرَة وفيهَا كَانَ ابْتِدَاء الْفِتْنَة بَين السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف قايتباي وَبَين السُّلْطَان بايزيد ابْن عُثْمَان ملك الرّوم وجهز السُّلْطَان التجريدة لقِتَال ابْن عُثْمَان وَكَانَ الْمُقدم على الْعَسْكَر الْأَمِير تموراز أَمِير سلَاح وَكَانَ سَفَره من الْقَاهِرَة فِي جمادي الاولى فَلَمَّا وصل الى الرملة توجه اليه الامير جانم نَائِب الْقُدس وصحبته العشير الْمُجْتَمع من جبل الْقُدس بعد أَن عرض الرِّجَال فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي جمادي الْآخِرَة وتوجهوا فِي يَوْم السبت وفيهَا توجه نَاظر الْحَرَمَيْنِ الامير نَاصِر الدّين بن النشاشيبي وصحبته جمَاعَة المباشرين الى الْقَاهِرَة المحروسة بمرسوم شرِيف ورد بطلبهم وَحصل بعض المباشرين محنة من السُّلْطَان فِي شهر شعْبَان ثمَّ لطف الله بهم وعادوا الى الْقُدس الشريف وَدخل نَاظر الْحَرَمَيْنِ بخلعة السُّلْطَان فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشري رَمَضَان وَكَانَ يَوْمًا مشهودا