الانس الجليل (صفحة 722)

وَتقدم ذكر ذَلِك مفصلا عِنْد ذكر التراجم وَإِنَّمَا ذكرت ذَلِك هُنَا لينتظم ذكر الْحَوَادِث الْوَاقِعَة فِي زمن مَوْلَانَا السُّلْطَان وَفِي يَوْم الاربعاء سادس جمادي الأولى توفّي شمس الدّين مُحَمَّد بن قطيبا الانصاري الْمَشْهُور بالعجمي أحد أَعْيَان المباشرين بالقدس الشريف والخليل عَلَيْهِ السَّلَام وَدفن بماملا وَفِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع جمادي الأولى وصل الْخَطِيب محب الدّين بن جمَاعَة وَدخل هُوَ وَأَخُوهُ شيخ الاسلام النجمي وعَلى كل مِنْهُمَا خلعة السُّلْطَان بِولَايَة مَا تقدم ذكره من شيخة الصلاحية وَنصف الخطابة وَمَا مَعهَا وَنصف مشيخة الخانقاه الصلاحية ودخلا الى الْمَسْجِد الْأَقْصَى الشريف وَالنَّاس مَعَهُمَا وجلسا فِي الْمِحْرَاب وَقُرِئَ توقيع كل مِنْهُمَا وهما جالسان وَكَانَ الْقَارِي لَهما شمس الدّين بن عجور وَهَذَا خلاف المصطلح الْمَعْرُوف فَإِن الْعَادة جرت بِتَأْخِير قِرَاءَة التوقيع الى بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَاسْتقر القَاضِي خير الدّين بن عمرَان فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بالقدس الشريف والرملة بِحكم وَفَاة القَاضِي جمال الدّين الديري وَكتب توقيعه فِي خَامِس عشر جمادي الأولى وَورد عَلَيْهِ التوقيع والتشريف فَلبس من الْمَسْجِد الْأَقْصَى الشريف فِي صَبِيحَة يَوْم الاربعاء حادي عشر جمادي الْآخِرَة وَمَشى النَّاس فِي خدمته الى منزله بِبَاب الْحَدِيد وَقُرِئَ توقيعه فِي يَوْم الْجُمُعَة (وَاقعَة بلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام) وفيهَا وَقعت فتْنَة بَين طَائِفَة الدارية وَطَائِفَة الاكراد فَحصل بَينهمَا تشاجر وانتشر الْكَلَام بَينهمَا فَقتل من الْفَرِيقَيْنِ ثَمَانِيَة عشر نَفرا واستنفر كل من الطَّائِفَتَيْنِ من ينتصر لَهَا من العشير فَدَخَلُوا الى الْمَدِينَة ونهبوا مَا فِيهَا عَن آخِره إِلَّا الْقَلِيل مِنْهَا وَخَربَتْ أَمَاكِن وَاجْتمعَ أهل الْبَلَد من الاكراد ودخلوا بأولادهم وَنِسَائِهِمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015