الْمَطَر وَلما ورد الْخَبَر بتوليته وَأَنه من جملَة من ترك الديار المصرية ظن النَّاس وشهامة فشرع الْعَوام يَقُولُونَ تولى جقمق من خَالفه شنق فَلَمَّا دخل فِي ذَلِك الْيَوْم الْكثير الأمطار تفاءل النَّاس ان لحيته بَارِدَة فَكَانَ وَشرع يكثر المزاح وَيتَكَلَّم بالْكلَام المهمل الْمُوجب لضحك النَّاس عَلَيْهِ صدر مِنْهُ ترهات وكلمات فشرية فِي الْمجَالِس والمحافل مِنْهَا انه كَانَ فِي عقد مجْلِس بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بِحُضُور نَاظر الْحَرَمَيْنِ والقضاة وارتفع فشرع يتقلق من الْجُلُوس وَيَقُول انا الى الْآن مَا افطرت وَقد دخت من ثمَّ أَمر باحضار بقسماطة فأحضر لَهُ فشرع يَأْكُل مِنْهُ فَقدر أَن القيسماط كَانَ يَابسا فعسر عَلَيْهِ أكله وَشرع يعالجه وَالنَّاس ينظرُونَ اليه وَهُوَ يَقُول إِذا طلعت الشَّمْس على البرج حط يدك فِي الخرج وَالنَّاس يَضْحَكُونَ الْخَاص والعوام ثمَّ نَهَضَ وَتوجه الى حَال سَبيله وَتَبعهُ اعوانه فَقيل لَهُ ان الْمجْلس فتْنَة والاكابر جُلُوس فَلَو جَلَست مَعَهم فَقَالَ مَا يحْتَاج انا حضوري لَا فرض وَلَا سنة وَكَانَ يصدر مِنْهُ أَشْيَاء من هَذَا النسق فَكَانَت سَببا لتلاشي أَحْوَال الْبِلَاد وَفَسَاد النظام وَكَثْرَة السراق وقطاع الطّرق وفيهَا وَقع مطر كثير وَبرد بِبَيْت الْمُقَدّس وَهدم اماكن كَثِيرَة بِسَبَب ذَلِك قيل انها ثلثمِائة وَسِتُّونَ مَكَانا وَمن جُمْلَتهَا زَاوِيَة سيدنَا ولي الله الشَّيْخ مُحَمَّد رشي بِخَط مرزبان وَكَانَ هدم الزاوية فِي لَيْلَة مستهل رَمَضَان وَلم يحصل أحد من الْهدم ضَرَر سوى امْرَأَة وَاحِدَة مَاتَت من بَيت هدم عَلَيْهَا وفيهَا رتب السُّلْطَان لمدرسته بالقدس الشريف صوفية وفقهاء وَعين لَهَا أوقافا مَدِينَة غَزَّة وَجعل عدَّة الصُّوفِيَّة سِتِّينَ نَفرا لكل نفر فِي كل شهر خَمْسَة عشر درهما سامية وَجعل للطلبة لكل نفر فِي كل شهر خَمْسَة واربعين درهما وَجعل لَهَا أَرْبَاب لطائف من الْفراش والبواب وَنَحْو ذَلِك وَجعل للشَّيْخ فِي كل شهر خَمْسمِائَة دِرْهَم