قُضَاة بَيت الْمُقَدّس وأعيانه خشيَة سطوته وفيهَا فِي شهر ذِي الْقعدَة توفّي الامام شهَاب الدّين أَحْمد بن حَافظ إِمَام الصَّخْرَة الشَّرِيفَة فقرر نَاظر الْحَرَمَيْنِ الْأَمِير نَاصِر الدّين النشاشيبي فِي الامامة القَاضِي خير الدّين بن عمرَان وَالشَّيْخ شهَاب الدّين الشنتير فَلم يتم ذَلِك وبرز مرسوم السُّلْطَان بعزلهما وان ييستمر شهَاب الدّين بن الشنتير يُبَاشر على ان يرد على النَّاظر مَا يعْتَمد عَلَيْهِ واشيع ان الْوَظِيفَة تعيّنت لامام السُّلْطَان الشَّيْخ نَاصِر الدّين الاخميمي الَّذِي ولي قَضَاء الديار المصرية فِيمَا بعد وَكَانَ غَائِبا بِمَكَّة فَلَمَّا حضر الى الْقَاهِرَة امْتنع من الْحُضُور الى الْقُدس بِمُبَاشَرَة الامامة وَاسْتمرّ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن الشنتير يُبَاشر على صفة النَّائِب لصَاحب الْوَظِيفَة الى اواخر السّنة الْآتِيَة وَهِي سنة سبع وَسبعين 877 هـ ثمَّ دخلت سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة فِيهَا فِي شهر الْمحرم ف شرع الْأَمِير نَاصِر الدّين بن النشاشيبي فِي عمَارَة الدرجَة المتوصل مِنْهَا الى صحن الصَّخْرَة الشَّرِيفَة تجاه بَاب السلسلة الْمُجَاورَة لقبة النحوية وَكَانَ قبلهَا دَرَجَة ضيقَة عَلَيْهَا قبو مَعْقُود وَكَانَ يُسمى زقاق البوس فسده وَبنى فَوْقه الدرجَة الْمَوْجُودَة الْآن وَعمل لَهَا قناطر على عمد كَبَقِيَّة الدرج الَّتِي للصخرة وَكَانَ الْفَرَاغ من عمارتها فِي شهر جمادي الأولى وَحصل بهَا الابتهاج لكَونهَا تقَابل بَاب السلسلة وَهُوَ عُمْدَة أَبْوَاب الْمَسْجِد وفيهَا فِي شهر الْمحرم حضر الشَّيْخ شهَاب الدّين العميري من الْقَاهِرَة وَدخل الى الْقُدس الشريف وَهُوَ لابس التشريف السلطاني بمشيخة الْمدرسَة الَّتِي هدمت فَإِنَّهُ لما توجه الشَّيْخ كَمَال الدّين بن ابي شرِيف وَمن مَعَه من الْقَاهِرَة اسْتمرّ هُوَ مُقيما الى ان حضر فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وفيهَا فِي عَاشر الْمحرم ورد الْخَبَر بِالْقَبْضِ على شهسوار على يَد الْأَمِير يشبك الدوادار الْكَبِير وَكَانَ قَبضه فِي أَوَاخِر السّنة الْمَاضِيَة وَهِي سنة سِتّ وَسبعين وَالَّذِي تولى إِمْسَاكه وَوَضعه فِي الْحَدِيد ملك الامراء برقوق نَائِب الشَّام