الشَّافِعِي وَالْقَاضِي الْحَنَفِيّ التشريف السلطاني على الْعَادة وألبس الشَّيْخ شهَاب الدّين العميري على الْعَادة صوف اخضر على سنجاب وَحصل لَهُم الْجَبْر والاكرام فَإِنَّهُم لما اقْبَلُوا على السُّلْطَان من بَاب الحوش ووصلوا الى قريب من سَرِير الْملك نزل السُّلْطَان عَن السرير فانتصب قَائِما وَسلم عَلَيْهِم ثمَّ أَمرهم القَاضِي زين الدّين بن مزهر كَانَت بالسر بِالْخرُوجِ من الْحلقَة ولبسهم الْخلْع فالبسوا عَن يَمِين السُّلْطَان تَحت السحابة ثمَّ عَادوا الى السُّلْطَان وَهُوَ وَاقِف لم يجلس واسترعى القَاضِي زين الدّين ابْن مزهر لَهُم الْولَايَة من السُّلْطَان فِي مشيخة الصلاحية وَقَضَاء الشَّافِعِيَّة وَقَضَاء الْحَنَفِيَّة فَصرحَ بتوليتهم فَعِنْدَ ذَلِك قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين العميري يَا مَوْلَانَا السُّلْطَان فوضم للملوك مشيخة مدرستكم الشَّرِيفَة؟ فَقَالَ نعم وَكنت حَاضرا ذَلِك الْمجْلس وَانْصَرفُوا من حَضْرَة السُّلْطَان الى مَنَازِلهمْ بالجامع الْأَزْهَر وسافر شيخ الاسلام وصحبته القَاضِي الشَّافِعِي والحنفي من الْقَاهِرَة فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن شهر ربيع الأول ودخلوا الى الْقُدس الشريف فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشري الشَّهْر الْمَذْكُور وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وقرئت التواقيع الشَّرِيفَة بعد صَلَاة الْجُمُعَة سادس عشري شهر ربيع الأول وفيهَا فِي نَهَار الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشري شعْبَان دخل الى الْقُدس الشريف الْأَمِير يُوسُف الجمالي التنائب عَائِدًا من لتجريدة فَإِنَّهُ كَانَ توجه الى التجريدة المجهزة لقِتَال شهسوار صُحْبَة الْأَمِير يشبك الدوادار وَأذن لَهُ فِي الانصارف الى مَحل ولَايَته فَحَضَرَ فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وفيهَا فِي شهر شعْبَان ايضا ظهر نجم فِي السَّمَاء لَهُ ذَنْب مستطيل وَاسْتمرّ يطلع مُدَّة لَيَال وَتَطير النَّاس من ذَلِك وفيهَا فِي أَوَاخِر السّنة حضر الى الْقُدس الشريف القَاضِي برهَان الدّين بن ثَابت النابلسي وَكيل السُّلْطَان وَكَانَ فِي ابْتِدَاء أَمر وكَالَته توجه للسلام عَلَيْهِ