الانس الجليل (صفحة 710)

وفيهَا اسْتَقر القَاضِي كَمَال الدّين النابلسي الْحَنْبَلِيّ فِي قَضَاء الْحَنَابِلَة بالقدس الشريف والرملة عوضا عَن القَاضِي شمس الدّين العليمي وَتقدم ذكر ذَلِك وَكتب توقيعه فِي ثَانِي جمادي الأولى وَدخل الى الْقُدس فِي أَوَاخِر جمادي الْآخِرَة وفيهَا اهتم الْأَمِير بردبك التاجي نَاظر الْحَرَمَيْنِ بإكمال عمَارَة الْمدرسَة الَّتِي نسبت للسُّلْطَان - كَمَا تقدم - وَعمل لَهَا الْأَبْوَاب وفرشت بالبسط وَجلسَ الشَّيْخ شهَاب الدّين العميري فِيهَا بعد صَلَاة الْجُمُعَة فِي شهر رَجَب وَحضر مَعَه الْقَضَاء وَالْعُلَمَاء بالمجمع وَعمل درسا تكلم فِيهِ على قَوْله تَعَالَى إِنَّمَا يعمر مَسَاجِد الله من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر ثمَّ عمل نَاظر الْحَرَمَيْنِ سماطا من الْحَلْوَى السكب وَأطْعم الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وفيهَا توفّي القَاضِي شمس الدّين المغراوي الْمَالِكِي قَاضِي الْقُدس الشريف فِي نصف شهر شعْبَان وَتقدم ذكر ذَلِك فِي تَرْجمهُ وفيهَا وَقع الوباء بالطاعون فِي جَمِيع المملكة وَدخل الى بَيت الْمُقَدّس فِي أَوَائِل شهر ذِي الْقعدَة وَاشْتَدَّ أمره وَكثر من الْعشْر الثَّالِث من ذِي الْقعدَة إِلَى أَوَاخِر ذِي الْحجَّة وَفِي لَيْلَة عيدالأضحى غسل الْأَمْوَات فِي اللَّيْل وحملوا وَقت الْقبْح الى صحن الصَّخْرَة الشَّرِيفَة وَصلي عَلَيْهِم عقب صَلَاة الصُّبْح وحملوا الى التربة قبل صَلَاة الْعِيد وَكَانَت سنة شَدِيدَة لما حصل فِيهَا من الحدب والغلا والوبا والفتن وَالْخلف بَين الْحُكَّام والاكابر وَحُصُول المحن فسبحان من يتَصَرَّف فِي عباده بِمَا يَشَاء وفيهَا توجه الْأَمِير بردبك التاجي نَاظر الْحَرَمَيْنِ الشريفين من الْقُدس الشريف الى الديار المصرية وَهُوَ مُسْتَمر على الأولاية واستناب عَنهُ فِي النّظر القَاضِي فَخر الدّين ابْن نسيبة الخزرجي وَلم يقدر لَهُ بعد ذَلِك الرُّجُوع الى الْقُدس الشريف إِلَى أَن انْفَصل من النّظر ثمَّ دخلت سنة ارْبَعْ وَسبعين وَثَمَانمِائَة فِيهَا سير السُّلْطَان الْأَمِير نَاصِر الدّين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015