الانس الجليل (صفحة 706)

ولي نِيَابَة الْقُدس الشريف فِي دولة الْملك الظَّاهِر خشقدم وَدخل الى الْقُدس يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَالسَّبَب فِي تلقيبه بميزه أَنه كَانَ لما يحضر الْخصم بَين يَدَيْهِ من ارباب الجرائم وَغَيرهم يُشِير الى اعوانه وَيَقُول ميزه يُرِيد بذلك ابراز الْخصم من بَين النَّاس ليتميز عَن غَيره وَأقَام مرّة فِي النِّيَابَة نَحْو سنة وعزل وتنقلت بِهِ الاحوال بعد ذَلِك وَصَارَ تأجرا بسوق الرميلة بِالْقَاهِرَةِ وَبَقِي الى بعد الثَّمَانِينَ والثمانمائة الْأَمِير ثغرى بردى وَالِي قطيا ولي النِّيَابَة بالقدس وَكَانَ يُقَال لَهُ أَبُو الْقُرُون وَسبب ذَلِك أَنه كَانَ يلبس الْعِمَامَة على طَريقَة أُمَرَاء مصر وَلم يعْهَد لَك قبله بِبَيْت الْمُقَدّس فَظهر هَذَا اللقب عَلَيْهِ وَكَانَ يدق الكؤس فِي الطبلخانة فِي كل لَيْلَة على عَادَة الامراء بِمصْر وَغَيرهَا وَلم تجر بذلك عَادَة قبله بالقدس الشريف لم تطل مدَّته وعزل فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَولي بعده الْأَمِير حسن بن أَيُّوب وَاسْتمرّ فِي النِّيَابَة الى أول دولة الْملك الاشرف قايتباي وَسَنذكر من ولي النِّيَابَة بعده الى آخر وَقت فِي تَرْجَمَة السُّلْطَان إِن شَاءَ الله تَعَالَى الامير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْهمام الشَّافِعِي كَانَ من اعيان بَيت الْمُقَدّس اسْتَقر فِي نظر الْحَرَمَيْنِ بعد عزل الامير عبد الْعَزِيز بن المعلاق الْعِرَاقِيّ فِي شهر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ وثمامائة وَفِي أَيَّامه انْعمْ السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر خشقدم فِي جِهَة الْوَقْف بستين غرارة من الْقَمْح الْقيمَة عَنْهَا ثَمَانمِائَة واربعون دِينَارا ثمَّ طلب الى الْقَاهِرَة فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ربيع الاول سنة تسع وَسِتِّينَ عزل من النّظر وَاسْتمرّ معزولا الى أَن توفّي فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالقلندرية بماملا وَكَانَ شكلا حسنا وَعِنْده تواضع مَعَ حشمة الزَّائِدَة الْأَمِير حسن بن ططر الظَّاهِرِيّ دويدار تمر نَائِب الشَّام ولي نظر الْحَرَمَيْنِ وعزل الْأَمِير نَاصِر الدّين بن الْهمام وَدخل الى الْقُدس الشريف فِي جمادي الْآخِرَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ فِي النّظر الى أول دولة الْملك الْأَشْرَف قايتباي وعزل وَلم يتول بعد ذَلِك إِلَى أَن توفّي قبل الثَّمَانِينَ والثمانمائة وَسَنذكر من ولي النّظر بعده فِي تَرْجَمَة السُّلْطَان الْمشَار اليه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَتقدم ذكر القَاضِي أَمِين الدّين عبد الرَّحْمَن بن الديري الْحَنَفِيّ نَاظر الْحَرَمَيْنِ عِنْد ذكر فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة لكَونه من أهل الْعلم الشريف وَتقدم ذكر الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن خير بك نَاظر الْحَرَمَيْنِ عِنْد ذكر قبَّة القيمرية وَتقدم عِنْد ذكر القلعة مَا كَانَ لَهَا من النظام فِي نيابتها وتلاشي احوالها فِي عصرنا وَقد ذكرت وَاحِدًا من نوابها فِي هَذَا الْفَصْل وَمِمَّنْ ادركناه من نواب القلعة بدر الدّين حسن بن حشيم الْمَشْهُور بِابْن شمص وَكَانَ شَيخا كَبِيرا قد أسن وَله همة ومروءة زَائِدَة ووفاته فِي سنة بضع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وبوفاته اخْتَلَّ نظام القلعة وَكَانَ بالقدس الشريف - فِيمَا تقدم - أَمِير حَاجِب على عَادَة غَيره من الْبِلَاد وَكَانَ يحكم بَين النَّاس وَيرْفَع اليه الْأُمُور الْمُتَعَلّقَة بأرباب الجرائم وَغَيرهَا مِمَّا يرفع الى حكام الشرطة وَكَانَ جملَة من وَليهَا الْأَمِير شاهين الْحَاجِب ثمَّ ولي بعده جمَاعَة مِنْهُم شهَاب الدّين أَحْمد بن شرف الدّين مُوسَى بن الْعلم وَكَانَ مُتَوَلِّيًا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة ثمَّ ولي بعده وَلَده نَاصِر الدّين مُحَمَّد التركماني وَتُوفِّي فِي رجيب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة ثمَّ ولي القَاضِي نَاصِر الدّين صرر العلمي - الْمُتَقَدّم ذكره عِنْد فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة - وَكَانَ فِي سلطنة الْملك الظَّاهِر جقمق ثمَّ لما ترك الامرة واشتغل بِالْعلمِ وَصَارَ من طَائِفَة الْفُقَهَاء الْحَنَفِيَّة وَليهَا وَلَده عمر واقام نظامها مُدَّة فِي سلطنة الْأَشْرَف اينال ثمَّ بَطل هَذَا الْأَمر واختص الحكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015