ظَاهر مَدِينَة الرملة من جِهَة الغرب الى جَانب الحوش الملاصق لحائط الْجَامِع بِهِ قُبُور الْجَمَاعَة من الصَّالِحين وَيُقَال ان الحوش قبر الامام الْحَافِظ احْمَد النَّسَائِيّ صَاحب السّنَن فِي الحَدِيث وَكَانَت جنَازَته حافلة وَصلي عَلَيْهِ بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى صَلَاة الْغَائِب فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع ذِي الْقعدَة وَكثر التأسف عَلَيْهِ وَمن عَجِيب الِاتِّفَاق ان القَاضِي شمس الدّين العليمي الْحَنْبَلِيّ وَالْقَاضِي شمس الدّين المغراوي الْمَالِكِي - الْمُتَقَدّم ذكرهمَا - مولدهما فِي سنة وَاحِدَة وَهِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَكَانَا قاضيين بِمَدِينَة الرملة ثمَّ صَارا قاضيين بالقدس الشريف وكل مِنْهُمَا ولي قضا صفد وتوفيا فِي سنة وَاحِدَة وَهِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَلما توفّي المغراوي فِي نصف شعْبَان أخبر القَاضِي شمس الدّين العليمي ان القَاضِي الْمَالِكِي قد توفّي وَصلي عَلَيْهِ وَحمل الى ماملا فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله النَّاس الْيَوْم يَقُولُونَ توفّي القَاضِي الْمَالِكِي وَعَن قريب يَقُولُونَ توفّي الْحَنْبَلِيّ فَمَا مضى على ذَلِك إِلَّا دون عشرَة ايام وَورد عَلَيْهِ توقيع بِقَضَاء الرملة فَتوجه اليها فِي خَامِس رَمَضَان وَتُوفِّي رَابِع ذِي الْقعدَة بعد المغراوي بِنَحْوِ ثَمَانِينَ يَوْمًا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وعوضه الْجنَّة والعمري نِسْبَة الى سيدنَا عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ والعليمي نِسْبَة الى سيدنَا ولي الله تَعَالَى عَليّ بن عليل الْمَشْهُور عِنْد النَّاس بعلي بن عليم وَالصَّحِيح انه عليل - بِاللَّامِ - كَذَا فِي نِسْبَة الثَّابِت (سلسلة النّسَب الْعمريّ) فلنذكر سلسلة النّسَب فِي هَذِه التَّرْجَمَة تبركا بهَا فَأَقُول هُوَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عِيسَى بن تَقِيّ الدّين عبد الْوَاحِد ابْن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبيد المجير بن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين عبد السَّلَام بن ابراهيم