الانس الجليل (صفحة 674)

وَقدم الى دمشق وَولي قضاءها ثمَّ ولي قَضَاء الْقُدس وَكَانَت ولَايَته فِي سنة خمس واربعين وَثَمَانمِائَة ثمَّ اعيد الى قَضَاء الشَّام فَسَار سيرة حَسَنَة بِحرْمَة وعفة ونزاهة وَكَانَ يحفظ الشِّفَاء غَائِبا توفّي فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَمَانمِائَة قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين مُحَمَّد الْبِسَاطِيّ الْمَالِكِي وَكَانَ من أهل الْعلم وولايته فِي سنة سِتّ واربعين وَثَمَانمِائَة واقام مُدَّة يسيرَة قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين أَبُو الرّوح عِيسَى بن شمس الدّين مُحَمَّد المغربي الشحيني الْمَالِكِي الشَّيْخ الامام الْعَلامَة الْمُحَقق كَانَ من اكابر أهل الْعلم ولي قَضَاء بَيت الْمُقَدّس بعد الْبِسَاطِيّ وَكَانَ مُتَوَلِّيًا فِي سنة سبع واربعين وباشر بعفة وشهامة وَلم يَلِي الْقَضَاء مثله فِي الْعِفَّة وَالتَّقوى وَالْعلم وَكَانَ لَهُ هَيْبَة زَائِدَة وَوَقع فِي الْقُلُوب وَكَانَ من قُضَاة الْعدْل وَالْعَالمِينَ العاملين لَا يحابي احدا فِي الحكم وَلَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَمِمَّا وَقع لَهُ ان نَائِب الْقُدس مبارك شاه حِين ولي النِّيَابَة وَدخل الْقُدس ركب الْقُضَاة للقائه على الْعَادة وألبس خلعة السُّلْطَان وَكَانَ قد أمسك جمَاعَة من الفلاحين فَلَمَّا وصل بهم الى بَاب الْخَلِيل قصد شنقهم أَو شنق وَاحِد مِنْهُم فَأمر بذلك فَتقدم اليه القَاضِي شرف الدّين عِيسَى الْمَالِكِي وَقَالَ لَهُ مَا الَّذِي تُرِيدُ تفعل بحضورنا؟ فَقَالَ لَهُ اشنق هَؤُلَاءِ قَالَ بِأَيّ طَرِيق؟ قَالَ لصوص قاتلون للنَّفس فَقَالَ لَهُ هَل ثَبت هَذَا عَلَيْهِم بِالطَّرِيقِ الشَّرْعِيّ؟ قَالَ النَّائِب نَحن لَا نحتاج الى ثُبُوت فَقَالَ لَهُ القَاضِي تقتل مُسلما عمدا بحضوري بِغَيْر حق هَذَا لَا سَبِيل اليه وَلَكِن تدخل الى الْمَدِينَة وَتنظر فِي أَمرهم فَإِن ثَبت عَلَيْهِم مَا يَقْتَضِي قَتلهمْ قتلناهم وَإِلَّا فَلَا سَبِيل الى قَتلهمْ فَشدد النَّائِب فِي أَمرهم وَقَالَ لَا بُد من قَتلهمْ فَقَالَ لَهُ القَاضِي وَالله لَو قَتلتهمْ بحضوري لَكُنْت اقتلك بيَدي واعلقك الى جانبهم كَمَا انت بخلعة السُّلْطَان فَلم يقدر النَّائِب على مرجعته لهيبته وَدخل الى الْمَدِينَة وَلم يسْتَطع قَتلهمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015