ارْبَعْ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بغزة سمع الحَدِيث عَليّ الْحَافِظ شمس الدّين الْجَزرِي وَأخذ عَنهُ علم القرآت وَأَجَازَهُ وَلبس مِنْهُ خرقَة التصوف وَكَانَ رجلا صَالحا ملازما لاقراء الْقُرْآن انْتفع بِهِ النَّاس وَتخرج عَلَيْهِ جمَاعَة وَعرف هَذَا الْفَنّ معرفَة جَيِّدَة وَكَانَ خيرا قنوعا طارحا للتكلف وَلم يكن بَقِي فِي الْقُدس شيخ متقن لفن الْقِرَاءَة سواهُ وَقد سَمِعت عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ بِقِرَاءَة القَاضِي شهَاب الدّين بن عبيد الشَّافِعِي فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة وأجازني بروايته وبرواية غَيره من الاحاديث العشارية والمسلسل بالأولية والمصافحة والتشبيك وَوضع الْيَد على الْكَتف وَاسْتشْهدَ بِاللَّه واشهد لله واني أحبك ومسلسل سُورَة الصَّفّ وَقِرَاءَة الْقُرْآن الْعَظِيم على الْمَشَايِخ وَلبس الْخِرْقَة القادرية والأحمدية والرفاعية والسهر وردية والصحبة وَمَا يجوز لَهُ وَعنهُ رِوَايَته وَكَانَ شَيخا بهي المنظر منور الشيبة توفّي فِي يَوْم الْأَحَد قبيل الْعَصْر الْخَامِس من شهر رَمَضَان الْمُعظم سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة ماملا الشَّيْخ ابراهيم بن مُحَمَّد بن مبارك السبرتي الْحَنَفِيّ شيخ الْفُقَرَاء السطوحية بالقدس الشريف كَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي فقه الْحَنَفِيَّة واستحصار فِيهِ وَعِنْده مُرُوءَة وَقيام مَعَ أَصْحَابه توفّي فِي شهر صفر سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بماملا وَكَانَت جنَازَته حافلة الامام شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحَافِظ الْقدْوَة حسام الدّين ابي مُحَمَّد الْحُسَيْن الْمَشْهُور بِابْن حَافظ الْحَنَفِيّ إِمَام الصَّخْرَة الشَّرِيفَة كَانَ من أهل الْفضل حسن الشكل منور الشيبة ولي نصف إِمَامَة الصَّخْرَة الشَّرِيفَة مشاركا لِأَخِيهِ وباشرها دهرا طَويلا إِلَى أَن توفّي فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشري الْمحرم يَوْم دُخُول الْحجَّاج الى الْقُدس الشريف فِي سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بماملا وَاسْتقر أَخُوهُ الامام شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد فِي نصف الامامة عوضا