الانس الجليل (صفحة 653)

ابْن الشّحْنَة فَعظم ذَلِك على قَاضِي الْقُضَاة سعد الدّين وشق عَلَيْهِ ثمَّ توفّي بعدمدة يسيرَة وَكَانَت وَفَاته فِي لَيْلَة الْجُمُعَة عَاشر ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَدفن بتربة الْملك الظَّاهِر خشقدم وَكَانَ شكلا حسنا بهي المنظر منور الْوَجْه وَمن نظمه مَا كتبه لِابْنِ زَوْجَة ابي عذيبة المؤرخ فِي اجازة وَنَقله فِي تَرْجَمته فِي تَارِيخه يَا مقتدرا جلّ عَن الاشباه من لَيْسَ سواهُ آمُر وناهي الطف بعبدك الضَّعِيف الساهي سعد بن مُحَمَّد بن عبد الله وَسَأَلَهُ السُّلْطَان مرّة عَن سَبَب وُقُوع الطَّاعُون فَقَالَ لما خالفوا فِي وضع مَا هم عوقبوا بِأخذ مَا هم وَله لطائف كَثِيرَة وَأَخُوهُ قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين ابو اسحاق ابراهيم بَاشر الْوَظَائِف السّنيَّة بِالْقَاهِرَةِ مِنْهَا نظر الاسطبل وَنظر الجيوش وَكِتَابَة السِّرّ وَلم تطل مدَّته فِيهَا وَولي قَضَاء الْقُضَاة بالديار المصرية فِي سنة سبعين وَثَمَانمِائَة وَأقَام سَبْعَة أشهر وَصرف وَاسْتقر فِي مشيخة المؤيدية وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن توفّي فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ من الرؤساء الشَّيْخ الامام الْعَالم الْعَامِل الصَّالح سراج الدّين سراج بن مُسَافر بن زَكَرِيَّا ابْن يحيى بن اسلام بن يُوسُف الرُّومِي الْحَنَفِيّ عَالم الْحَنَفِيَّة بالقدس الشريف وسراج هُوَ نفس اسْمه وَيُسمى ايضا عوض وضيا وَلم يشْتَهر إِلَّا بالشيخ سراج بالروم وبهذه الْبِلَاد مولده فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَقدم الى الْقُدس فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وأقرأ النَّاس الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَالتَّفْسِير وَكَانَ من أهل الْعلم وَالدّين والورع وَالصَّلَاح ولي مشيخة الْمدرسَة العثمانية بالقدس الشريف ثمَّ صرف عَنْهَا ياختياره لاطلاعه على شَرط الواقفة ان يكون الشَّيْخ أعلم زَمَانه فَقَالَ لست أَنا بِهَذِهِ الصّفة فتنزه عَنْهَا كَذَا أخْبرت وَهَذَا دَلِيل على كَمَال دينه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015