وَالثَّانِي القَاضِي شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس احْمَد مولده فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ واربعين وَثَمَانمِائَة حفظ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ على وَالِده وعَلى شيخ الاسلام كَمَال الدّين بن أبي شرِيف وَغَيرهمَا وَسمع الحَدِيث وَفضل وتميز وَأعَاد بالصلاحية فِي زمن شيخ الاسلام بن أبي شرِيف ثمَّ بَاشر نِيَابَة الحكم بالقدس الشريف فِي حَيَاة وَالِده وَهُوَ رجل خير متواضع ولي مشيخة الزاوية الختنية ينزول صدر لَهُ من وَالِده قبل وَفَاته وَهُوَ مُسْتَمر بهَا إِلَى يَوْمنَا الشَّيْخ غرس الدّين خَلِيل بن اسحاق الخليلي الشهير بِابْن قازان ولد فِي حُدُود عشر وَثَمَانمِائَة ظنا وَسمع على جمَاعَة وَحدث وَكَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ الْعَظِيم خيرا ظريفا حسن المحاضرة يستحضر غَالب مقامات الحريري فِي رجلَيْهِ إعوجاج وَصَحب الْأَمِير أَبَا بكر بن فضل أَمِير عرب جرم فَلَمَّا قتل وشي بِهِ إِلَى السُّلْطَان وَأَنه أودع عِنْده مَالا فَطَلَبه إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ اطلق وَجَاء إِلَى بَلَده فَلَمَّا وصل إِلَى قَرْيَة عجلَان - بَين غَزَّة وبلده - توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى فِي جمادي الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَنقل إِلَى بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَصلي عَلَيْهِ وَدفن بهَا شيخ الشُّيُوخ الْعَلامَة سراج الدّين أَبُو حَفْص عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ الجعبري الأَصْل الخليلي الشَّافِعِي شيخ حرم سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَقيل خمس وَثَمَانمِائَة بِبَلَد الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وتلي بعضه بروايات السَّبع على جمَاعَة من الْقُرَّاء وأذنوا لَهُ فِي الاقراء وتفقه بِبَلَدِهِ على الْخَطِيب تَاج الدّين اسحاق التدمري وَغَيره وبالقدس على الشَّيْخ شمس الدّين الْبرمَاوِيّ وَالشَّيْخ عز الدّين الْقُدسِي وَغَيرهمَا وبالقاهرة على القاياتي وَغَيره وَأخذ عَن ابْن حجر وَأذن لَهُ فِي الافادة للفقه وَسمع عَلَيْهِ وعَلى جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ الجم الْغَفِير درس وافتى وَحدث بِبَلَدِهِ وبالقدس والقاهرة وَسمع عَلَيْهِ الْفُضَلَاء وَولي