سِتّ وَقيل ارْبَعْ وَثَمَانمِائَة وَكَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء بِمَدِينَة سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام توفّي فِي سادس عشر شهر جمادي الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وثمامائة بِبَلَد الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَدفن بمقبرة الرَّأْس الْحَافِظ الْعَلامَة شيخ الْمُسلمين شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن القَاضِي زين الدّين عمر العميري الشَّافِعِي الشَّيْخ الامام الْوَاعِظ الْمُحدث شَيخنَا ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة بالقدس الشريف وتفقه على الشَّيْخ ماهر وَغَيره وَهُوَ من جمَاعَة الشَّيْخ شهَاب الدّين بن ارسلان اشْتغل ودأب وَحصل وَأخذ الحَدِيث عَن الْحَافِظ بن حجر وَلَقي جمَاعَة من أهل الْعلم وَأخذ عَنْهُم وباشر نِيَابَة الحكم بالقدس الشريف عَن القَاضِي شهَاب الدّين قَاضِي الْخَلِيل حِين ولي الْقُدس فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ حَافِظًا فصيحا لَهُ مُشَاركَة فِي كثير من الْعُلُوم جلس للوعظ واشتهر امْرَهْ فِي المملكة وَعظم عِنْد النَّاس وَصَارَ لَهُ قبُول فِي الْوَعْظ وَكن خَاشِعًا مأنوس النِّعْمَة والشكل ذَا سُكُون ووقار مَعْرُوفا بالديانة لَا يغتاب أحدا وَإِن وَقع فِي مَجْلِسه استغابه منع مِنْهَا ودرس وافتى وَأعَاد بالصلاحية وَكَانَ قرر فِي الْمدرسَة الْمَشْهُورَة لمولانا الْملك الْأَشْرَف قايتباي الَّتِي هدمت وَبنى مَكَانهَا الْمدرسَة الْمَشْهُورَة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الشريف بجوار بَاب السلسلة وَلما عمرت الْمدرسَة الْمَذْكُورَة على مَا هِيَ عَلَيْهِ الْآن وانتهت عمارتها أَدْرَكته الْمنية فَتوفي وَكَانَ متواضعا حسن اللِّقَاء كثير الْبشر عِنْده إكرام لمن يرد عَلَيْهِ وَقد عرضت عَلَيْهِ فِي حَيَاة الْوَالِد قِطْعَة من كتاب الْمقنع فِي الْفِقْه وأجازني فِي شهور سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَمَانمِائَة ثمَّ لما توفّي الْوَالِد لازمته للاشتغال فَكنت اقْرَأ عَلَيْهِ فِي الْمقنع واحضر مجْلِس وعظه ودرسه بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وحصلت الاجازة مِنْهُ غيرمرة خَاصَّة وَعَامة توفّي فِي لَيْلَة السبت ثامن أَو سَابِع شهر ربيع الأول سنة تسعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بماملا ظَاهر الْقُدس الشريف وَقد كتب على قَبره تَارِيخ وَفَاته فِي ربيع الأول