الشَّيْخ الامام الْعَالم الْقدْوَة الخاشع تَقِيّ الدّين أَبُو الصدْق ابو بكر بن الشَّيْخ شمس الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن الشَّيْخ جمال الدّين عبد الله الْحلَبِي الطولوني البسطامي شيخ الْمدرسَة الطولونية بالقدس الشريف ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن ربيع الأول سنة ثَمَان واربعين وَسَبْعمائة كَانَ من أهل الْعلم وَالْعَمَل وَمن أَعْيَان الْمَشَايِخ قدم الى الْقُدس فِي سنة ارْبَعْ عشرَة وَولي مشيخة الطولونية وَكَانَ خطه فِي غَايَة الْحسن بلغ من الْعُمر فَوق خمس وَتِسْعين سنة توفّي بالقدس الشريف فِي التَّاسِع عشر من رَمَضَان سنة ثَلَاث واربعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بحوش البسطامية بماملا وَعند رَأسه بلاطة مَكْتُوب عَلَيْهَا من نظمه - وَكَانَت لَهَا عِنْده مُدَّة بالطولونية فِي حَيَاته جهزها لذَلِك - رحم الله فَقِيرا زار قَبْرِي وقرا لي سُورَة السَّبع المثاني بخشوع ودعا لي ومكتوب أَيْضا على قَبره من نظمه من زار قَبْرِي فَلْيَكُن عَالما ان الَّذِي لاقيت يلقاه فرحم الله فَتى زارني وَقَالَ لي يَرْحَمك الله وَله نظم غير هَذَا ومحاسنه ومناقبه كَثِيرَة وَقد كَانَ من أجلاء الْمَشَايِخ الأخيار الشَّيْخ مُحَمَّد فولاد بن عبد الله أَصله من الْعَرَب وَقدم الى بَيت الْمُقَدّس فِي حُدُود التسعين والسبعمائة وَانْقطع بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى لِلْعِبَادَةِ فَقَط وَاخْتَارَهُ عُلَمَاء بَيت الْمُقَدّس وجهزوه بمفاتيح الصَّخْرَة الى تيمور لما بَلغهُمْ أَخذه دمشق فَتوجه اليه فَلَمَّا كَانَ بِالطَّرِيقِ بلغه رُجُوعه فَرجع وَحج سِتِّينَ حجَّة غالبها مَاشِيا على قَدَمَيْهِ وَصَارَ من أَعْيَان الصلحاء المتورعين الْمشَار اليهم بالصلاح بالقدس وَمَكَّة وَغَيرهمَا وَحكي عَنهُ كرامات كَثِيرَة ومكاشفات وَكَانَ بوابا بالخانقاه الصلاحية وَكَانَ لَهُ هَيْبَة زَائِدَة على الصُّوفِيَّة بالخانقاه بِحَيْثُ تضرب الْأَمْثَال بسطوته عَلَيْهِم وَحكى هُوَ أَنه رأى الْملك صَلَاح الدّين