ابْن عُثْمَان بن عمر التركماني الأَصْل الْمَعْرُوف بالقرمي الشَّافِعِي مولده فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وَسَبْعمائة كَانَ اُحْدُ افراد زَمَانه عبَادَة وزهدا وورعا متصديا لزيارة الْأَوْلِيَاء القادمين من الْبِلَاد على الْقُدس وَتَأْتِي الْمُلُوك إِلَى بَابه وَلم يكن فِي زَمَانه اشهر بالصلاح مِنْهُ وَله خلوات ومجاهدات وَكَانَ يقْرَأ الْقُرْآن كثيرا يقْرَأ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة ثَلَاث ختمات وَلما احْتضرَ حضر عِنْده الشَّيْخ عبد الله البسطامي فَقَالَ لَهُ ان النَّاس قد أَكْثرُوا فِيك القَوْل فِيمَا تقْرَأ من الْخَتْم فِي الْيَوْم فَأَخْبرنِي قَالَ أَنا لَا أضبط ذَلِك وَلَكِن ثمَّ من ضبط اني قَرَأت من الصُّبْح الى الْعَصْر خمس ختمات وَكَانَ نَشأ بِدِمَشْق ثمَّ أَقَامَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَبنى لَهُ زَاوِيَة وَكَانَ يُقيم فِي الْخلْوَة اربعين يَوْمًا لَا يخرج إِلَّا للْجُمُعَة وَسمع الصَّحِيح من الْحجاز بالجامع الْأمَوِي تَحت النسْر سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَمن غَيره ايضا وَكَانَ يسئل فِي الحَدِيث فَيمْتَنع ثمَّ حدث فِي آخر عمره وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين بن أرسلان وَغَيره توفّي بالقدس الشريف فِي نَهَار الْأَحَد التَّاسِع من صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَحمل جنَازَته الْعلمَاء والمشايخ والصلحاء وَلم يتَأَخَّر من مَدِينَة الْقُدس أحد عَن دَفنه وَدفن بزاويته بِخَط مرزبان بِالْقربِ من حمام عَلَاء الدّين الْبَصِير وَله كرامات ظَاهِرَة وَكَانَ فِي عصر الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عَلَاء الدّين شاه بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد الجيلي كَانَ من أُمَرَاء العشرات بغزة المحروسة وَهُوَ مُقيم بالقدس الشريف وَله أوقاف كَثِيرَة وعمارات من جُمْلَتهَا زَاوِيَة الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي - الْمُتَقَدّم ذكرهَا - وَغَيرهَا بالخط الْمَذْكُور وَغَيره ووكان لَهُ اعْتِقَاد فِي الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي ووقف عَلَيْهِ وعَلى ذُريَّته ثلث جهاته واخبرت أَنه توفّي فِي حَيَاة الشَّيْخ ووقف على غسله وَدفن بماملا بِالْقربِ من أبي عبد الله الْقرشِي شيخ الاسلام برهَان الدّين ابو اسحاق ابراهيم بن شيخ الاسلام تَقِيّ الدّين