السَّيِّد مُحَمَّد البها وَكَانَ من رجال الْوَقْت وعارفيه وَكَانَ لَهما خوارق وَمَكَارِم اخلاق وبر وَكَانَا عُمْدَة الأَرْض المقدسة وَمَا حولهَا يخشاهما السبَاع والمناحيس وتأوي اليهما الْفُقَرَاء ويحضر على موائدهما الْخَاص وَالْعَام ويقصد بركاتهما فِي الْمُهِمَّات الجم الْغَفِير وَكَانَ الْغَالِب على السَّيِّد عَليّ الصحو والحضور وعَلى الشَّيْخ البها الِاسْتِغْرَاق والغيبة ثمَّ توفّي السَّيِّد البها عَن وَلدين فرباهما السَّيِّد عَليّ وَفِي أيامهم وقف منجك نَائِب الشَّام عَلَيْهِم قَرْيَة شرفات الْمَذْكُورَة فتوقف السَّيِّد عَليّ فِي قبُولهَا ثمَّ قبلهَا اليصيرها مرعي اغنامهم وَيكون من أشجارها احطابهم وَلم تؤرخ وَفَاة السَّيِّد مُحَمَّد البها وَأما السَّيِّد عَليّ فوفاته فِي سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة وَله نَيف وَخَمْسُونَ سنة وَأما ولد السَّيِّد عَليّ وَهُوَ السَّيِّد تَاج الدّين أَبُو الوفا مُحَمَّد كَانَ لَا يقطع التَّرَدُّد الى الْقُدس فيأتيه أَكثر مَا كَانَ يَأْتِيهِ وَالِده وجده الكبريت الْأَحْمَر فَاشْترى بالقدس دَارا وَبنى فَوْقهَا وَهُوَ أول من استوطن الْقُدس الشريف بعد موت ابيه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَتُوفِّي فِي يَوْم الْجُمُعَة السَّادِس عشر من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَدفن بماملا شَرْقي الْبركَة وَهُوَ وَالِد الشَّيْخَيْنِ الصَّالِحين الشَّيْخ ابي بكر وَالشَّيْخ عَليّ الْآتِي ذكرهمَا فِيمَا بعد إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمن اقاربهم الشَّيْخ الكمالي كَانَ من أجلاء الرِّجَال ذَوي الْأَحْوَال والمكاشفات وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الجذب ومحاسبة النَّفس غضب يَوْمًا على إِنْسَان فَنظر اليه نظرة غضب فَمَاتَ لوقته وَله تَصَرُّفَات وحالات لَا تسعها الأفهام توفّي وَله نَيف وَخَمْسُونَ سنة واخبرت أَن وَفَاته بعد الثَّمَانمِائَة وَدفن بِظَاهِر الْقُدس عِنْد برج الْعَرَب على طَرِيق الْمَار الى قَرْيَة لفتا وَأما ضريح شرفات فقد حوى من البدرية الْمشَار اليهم عدَّة أَرْبَعِينَ لَا تكَاد تحصى مناقبهم لكثرتها رَحِمهم الله تَعَالَى وَرَضي عَنْهُم ونفعنا بهم بمنه وَكَرمه الشَّيْخ عَليّ الْبكاء صَاحب الزاوية بِمَدِينَة سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام