فَأرْسل إِلَيْهِ وإستأجرها مِنْهُ وَبنى بهَا زَاوِيَة وقبة وَهِي مدفنه ومدفن اولاده وَذريته وَاتفقَ أَن الْقبَّة لما عقدت اتاها رجل طَائِر فِي الْهَوَاء فَأَشَارَ اليها بِيَدِهِ فَسَقَطت فَظن الْبناء أَنه طَائِر فَذكر ذَلِك للسَّيِّد دَاوُد فَسكت ثمَّ أمره ببنائها ثَانِيًا فَلَمَّا انْتَهَت اتاها الطَّائِر فَسَقَطت ثَانِيًا فَأخْبر السَّيِّد دَاوُد بذلك فَأمر ببنائها فَلَمَّا انْتَهَت حضر السَّيِّد دَاوُد فَأَتَاهَا الطَّائِر فَأَشَارَ اليه السَّيِّد دَاوُد بِيَدِهِ فَسقط مَيتا فِي دَار خلف الزاوية فَأمر أَصْحَابه باحضاره اليه فَاحْضُرْ فَإِذا هُوَ رجل كَامِل الْخلقَة نير الْوَجْه شعر رَأسه مسدول طَوِيل فَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ وَدفن فِي الْقبَّة الْمَذْكُورَة ثمَّ قَالَ السَّيِّد دَاوُد بَعثه الله لحتفه فَقيل لَهُ هَل تعرفه؟ قَالَ نعم هُوَ ابْن عمي اسْمه احْمَد الطير غارت همته من همتنا واراد ان يطفيء الشُّهْرَة بهدم الْقبْلَة فَلم يرد الله إِلَّا الشُّهْرَة وَجعله الله أول من يدْفن فِي الْقبَّة توفّي السَّيِّد دَاوُد فِي سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة وَأما وَلَده السَّيِّد أَحْمد الملقب بالكبريت الْأَحْمَر الشهير بالكريدي كَانَ من أجلاء الْمَشَايِخ الكاملين الْمُحَقِّقين المتمكنين انْتَهَت اليه رياسة هَذَا الشَّأْن وَوضع الله لَهُ الْقبُول عِنْد كل إِنْسَان واوضح على يَدَيْهِ الْبُرْهَان وَسَماهُ رجال عصره بالكبريت الْأَحْمَر لقلَّة وجود مثله فِي زَمَانه وَكَانَ وَالِده قد خرجه وتكمل فِي زَمَانه وَكَانَ يُشِير فِي بعض الْحَوَادِث اليه فخلفه من يعده وَتخرج بِهِ جمَاعَة لَا يحسون كَثْرَة من ذَوي الاحوال وانتمى اليه خلق كثير وَكَانَ مِمَّن تخرج بِهِ أَخُوهُ السَّيِّد شمس الْمُتَوفَّى قبله وَالشَّيْخ الْعَارِف أَحْمد الصلتي الشهير بِابْن الموله وَالشَّيْخ الْعَارِف أَبُو المحاسن يُوسُف البربراوي نِسْبَة الى قَرْيَة بربر من أَعمال غَزَّة قريبَة من عسقلان وقبره فِيهَا ظَاهر يزار وَالشَّيْخ الصَّالح سَيِّدي عَليّ المومني وَغَيرهم توفّي السَّيِّد أَحْمد الكبريت الْأَحْمَر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَ لَهُ خَمْسَة أَوْلَاد ذكران وَثَلَاث اناث أحد الذُّكُور السَّيِّد عَليّ وَالثَّانِي