الانس الجليل (صفحة 514)

الْحَمد لله هَذِه نُسْخَة كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي كتبه لتميم الدَّارِيّ واخوته فِي سنة تسع من الْهِجْرَة بعد مُنْصَرفه من غَزْوَة تَبُوك فِي قِطْعَة أَدِيم من خف أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ وبخطه نسخته كَهَيْئَته رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَعَن جَمِيع الصَّحَابَة بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا مَا انطاه مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لتميم الدَّارِيّ وأخوته حبرون والمرطوم وَبَيت عينون وَبَيت ابراهيم وَمَا فِيهِنَّ نطية بت بَينهم ونفذت وسلمت ذَلِك لَهُم ولأعقابهم فَمن آذاهم آذاه الله فَمن آذاهم لَعنه الله شهد عَتيق ابْن أبي قُحَافَة وَعمر بن الْخطاب وَعُثْمَان بن عَفَّان وَكتب عَليّ بن ابي طَالب وَشهد وَقد نسخت ذَلِك من خطّ المستنجد بِاللَّه كَهَيْئَته وَلَعَلَّ هَذَا اصح مَا قبل فِيهِ وَالله اعْلَم وَاسْتمرّ هَذَا الاقطاع بيد ذُرِّيَّة تَمِيم الدَّارِيّ يأكولونه الى يَوْمنَا وهم مقيمون بِبَلَد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وهم طَائِفَة كَثِيرَة يُقَال لَهُم الدارية وَهَذَا ببركات النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتقدم عِنْد ذكر الصَّحَابَة أَن تَمِيم الدَّارِيّ كَانَ أَمِيرا على بَيت الْمُقَدّس وَقد تعرض بعض الْوُلَاة لآل تَمِيم واراد انتزاع الأَرْض مِنْهُم وَرفع أَمرهم الى القَاضِي أبي حَاتِم الْهَرَوِيّ الْحَنَفِيّ قَاضِي الْقُدس الشريف فاحتج الداريون بِالْكتاب فَقَالَ القَاضِي هَذَا الْكتاب لَيْسَ بِلَازِم لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقطع تميما مَا لم يملك فاستفتى الْوَالِي الْفُقَهَاء وَكَانَ الامام أَبُو حَامِد الْغَزالِيّ رَضِي الله عَنهُ حِينَئِذٍ بِبَيْت الْمُقَدّس قبل اسْتِيلَاء الافرنج عَلَيْهِ فَقَالَ هَذَا القَاضِي كَافِر فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ زويت لي الأَرْض كلهَا وَكَانَ يقطع فِي الْجنَّة فَيَقُول قصر كَذَا لفُلَان فوعده صدق وعطاؤه حق فخري القَاضِي والوالي وَبَقِي آل تَمِيم على مَا بِأَيْدِيهِم وَكَانَت هَذِه الْحَادِثَة حِين كَانَ اللقاضي أَبُو بكر ابْن الْعَرَبِيّ بِالشَّام وَتقدم فِي تَرْجَمته أَنه دخل الى الشرق فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ واربعمائة وَقدم الى الشَّام وَبَيت الْمُقَدّس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015