وَفِي صحن الْمَسْجِد من جِهَة الغرب بَين الأروقة وصحن الصَّخْرَة عدَّة محاريب على مساطب مَبْنِيَّة للصَّلَاة واشجار كَثِيرَة تشْتَمل على ميس وتين وَغَيرهمَا وَأما الأرقة من جِهَة الشمَال فَهِيَ ممتدة شرقا بغرب من بَاب الأسباط الى الْمدرسَة الجاولية وَهِي الْمَعْرُوفَة يَوْمئِذٍ بدار النِّيَابَة والرواق الممتد من بَاب الأسباط الى الْمدرسَة القادرية لم اطلع على حَقِيقَة أمره وقرينة الْحَال تدل على انه بني مَعَ المنارات الَّتِي هُنَاكَ وَكَانَ بناؤها فِي سلطنة الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة والرواق الَّذِي فِي سفل القادرية بني مَعهَا وَكَذَلِكَ مجمع الْمدرسَة الكريمية وَمَا الرواق الممتد من بَاب حطة الى بَاب الدويدارية فَالظَّاهِر ان الَّذِي عمره الْملك الأوحد مَعَ تربته الَّتِي بِبَاب حطة فانه شَرط فِي وَقفهَا مَا يَقْتَضِي ذَلِك والرواق الممتد من بَاب الدويدارية الى آخِره من جِهَة الغرب وعَلى ظَهره خمس مدارس قبعضه وَهُوَ الَّذِي سفل الْمدرسَة الامينية والمدرسة الفارسية كَانَ قَدِيما ثمَّ جددت عِمَارَته فِي دولة الْملك الْمُعظم عِيسَى فِي سنة عشرَة وسِتمِائَة وباقية وَهُوَ الَّذِي سفل ثَلَاث مدارس وَهِي الملكية والاسفردية والصبيبية فَكل مدرسة بنى مَعهَا مَا تحتهَا من الرواق والمشاهدة تدل على ذَلِك فان كل مدرسة من هَؤُلَاءِ بناؤها مُنَاسِب لما سفلها من الرواق وَسَنذكر تَارِيخ كل مدرسة فَيعلم مِنْهُ تَارِيخ بِنَاء الرواق الَّذِي سفلها وَأما الرواقان السفليان اللَّذَان سفل دَار النِّيَابَة فانهما عمرا مَعَ مَنَارَة الغوانمة وَكتب عَلَيْهِمَا تَارِيخ عمارتهما وَعمارَة المنارة فتشعثت الْكِتَابَة لطول الزَّمَان وعلوها أَيْضا رواقان مستجدان بعدهمَا بدهر وَسَنذكر تَارِيخ من عمر المنارة فَيعلم مِنْهُ الْحَال تَقْرِيبًا وَالله أعلم وَفِي الْمَسْجِد من جِهَة الشرق بَين صحن الصَّخْرَة والسور الشَّرْقِي أَشجَار زيتون كَثِيرَة قديمَة من عهد الرّوم وآثار اروقة مستهدمة عِنْد مهد عِيسَى لَعَلَّهَا من آثَار الْبناء الاموي وَالله أعلم