الانس الجليل (صفحة 424)

ورحل النَّاصِر دَاوُد إِلَى الكرك وَتَفَرَّقَتْ العساكر لما دخلت سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة استولى الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب ابْن الْملك الْكَامِل على دمشق وأعمالها بِتَسْلِيم الْملك الْجواد يُونُس فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَدخلت سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ الْملك الصَّالح أَيُّوب سَار من دمشق واستخلف فِيهَا وَلَده الْملك المغيث فتح الدّين عَمْرو وَوصل الصَّالح أَيُّوب إِلَى نابلس لقصد الِاسْتِيلَاء على الديار المصرية فَسَار الصَّالح إِسْمَاعِيل صَاحب بعلبك وَمَعَهُ شيركوه صَاحب حمص بجموعهما وهجموا على دمشق وحصروا القلعة وتسلمها الصَّالح إِسْمَاعِيل وَقبض على الْملك المغيث فِي صفر فَلَمَّا بلغ الصَّالح أَيُّوب ذَلِك رَحل من نابلس إِلَى الْغَوْر وتشتت عَنهُ عساكره وضاق بِهِ المر فقصد نابلس وَنزل بهَا بِمن مَعَه فَسَار إِلَيْهِ النَّاصِر دَاوُد بعسكره من الكرك وَأمْسك الصَّالح أَيُّوب وارسله إِلَى الكرك واعتقله بهَا وَأمر بِالْقيامِ فِي خدمته بِكُل مَا يختاره وَلما اعتقل بالكرك أرسل أَخُوهُ الْملك الْعَادِل أَبُو بكر صَاحب مصر يَطْلُبهُ من النَّاصِر دَاوُد فَلم يُسلمهُ النَّاصِر دَاوُد فَأرْسل الْعَادِل وتهدد النَّاصِر بِأخذ بِلَاده فَلم يلْتَفت إِلَى ذَلِك تمّ الْجُزْء الأول من تَارِيخ الْأنس الْجَلِيل ويليه الثَّانِي أَوله (الْفَتْح الناصري الدَّاودِيّ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015