الانس الجليل (صفحة 423)

فضل بَيت الْمُقَدّس مِنْهَا مدارس آيَات خلت من تِلَاوَة ومنزل وَحي مقفر العرصات وارتفع بكاء النَّاس وضجيجهم لذَلِك فَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم وَلما عقد الْملك الْكَامِل الْهُدْنَة مَعَ الانبرطون وخلا سره من جِهَة الإفرنج سَار إِلَى دمشق فوصل إِلَيْهَا فِي جماد الأولى وَاشْتَدَّ الْحصار عل دمشق وَاسْتولى عَلَيْهَا الْملك الْكَامِل ولمها لِأَخِيهِ الْملك الاشرف مُوسَى وَعوض النَّاصِر دَاوُد عَنْهَا الكرك والشوبك والبلقا والصلت والأغوار ثمَّ نزل النَّاصِر دَاوُد عَن الشوبك وَسَأَلَ عَمه فِي قبُولهَا فقبلة وَاسْتمرّ الْأَشْرَف مُوسَى بِدِمَشْق إِلَى أَن توفّي فِي الْمحرم سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وتملك دمشق بعده أَخُوهُ الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بِعَهْد مِنْهُ ثمَّ سَار الْملك الْكَامِل إِلَى دمشق وَمَعَهُ النَّاصِر دَاوُد صَاحب الكرك وَنزلا عَلَيْهَا فِي جُمَادَى الأولى من هَذِه السّنة وحصلت أُمُور ووقائع ثمَّ سلم الصَّالح اسماعيل دمشق إِلَى أَخِيه الْكَامِل لاحدى عشرَة لَيْلَة بقيت من جُمَادَى الأولى وتعوض عَنْهَا بعلبك وَلم يلبث الْكَامِل غير أَيَّام حَتَّى مرض وَاشْتَدَّ مَرضه وَمَات لتسْع بَقينَ من رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وعمره نَحْو سِتِّينَ سنة وَكَانَت مُدَّة ملكه مصر من حِين مَاتَ وَالِده عشْرين سنة وَكَانَ ملكا مهيباً حسن التَّدْبِير يحب الْعلمَاء وجالستهم وَهُوَ الَّذِي بني الْقبَّة على قبر الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَاسْتمرّ بعده فِي السلطنة بِمصْر وَلَده الْملك الْعَادِل أَبُو بكر بن الْكَامِل فَإِنَّهُ كَانَ نَائِبه بِمصْر وَاتفقَ الْأُمَرَاء بِدِمَشْق حِين وَفَاة وَالِده على تَحْلِيف الْعَسْكَر لَهُ وَأَقَامُوا فِي دمشق الْملك الْجواد يُونُس بن مودود بن الْملك الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب نَائِبا عَن الْملك الْعدْل ابْن الْكَمَال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015