وَسلم إِلَى الإفرنج يافا وَنزل عَن مُنَاصَفَة لد والرملة ثمَّ سَار إِلَى مصر ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وسِتمِائَة سَار الْملك الْعَادِل من مصر إِلَى الشَّام ونازل فِي طَرِيقَته عكا فَصَالحه أَهلهَا على إِطْلَاق جَمِيع من بهَا من الأسرى ثمَّ سَار إِلَى طرابلس وحصرها ورحل عَنْهَا ثمَّ فِي سنة أَربع وسِتمِائَة وَقعت الْهُدْنَة بَينه وَبَين صَاحب طرابلس وَعَاد الْعَادِل إِلَى دمشق وَلما كَانَ بتاريخ سنة أَربع عشر وسِتمِائَة وَالْملك الْعَادِل بالديار المصرية اجْتمع الإفرنج فِي دَاخل الْبَحْر ووصلوا إِلَى عكا فِي جمع عَظِيم فَلَمَّا بلغ الْملك الْعَادِل ذَلِك خرج بعساكر مصر وَسَار حَتَّى نزل عل نابلس فَسَار الإفرنج إِلَيْهِ وَلم يكن مَعَه من العساكر مَا يقدر بِهِ على ملتقاهم فَانْدفع قد امهم فَأَغَارُوا على بِلَاد الْمُسلمين ووصلت غارتهم إِلَى نوى من بلد السوَاد ونهبوا مَا بَين بيسان ونابلس وَمَشوا سراياهم فَقتلُوا وأسروا وغنموا من الْمُسلمين مَا يفوق الْحصْر وعادوا إِلَى مرج عكا وَكَانَت مُدَّة هَذَا النهب مَا بَين منتصف رَمَضَان وَعِيد الْفطر وَانْقَضَت السّنة والإفرنج بجموعهم فِي عكا ثمَّ دخلت سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَالْملك الْعَادِل بمرج الصَّقْر وجموع الإفرنج بمرج عكا ثمَّ سَارُوا مِنْهَا إِلَى الديار المصرية ونزلوا عل دمياط وَسَار الْملك الْكَامِل بن الْعَادِل من مصر وَنزل قبالهم وَاسْتمرّ الْحَال عل ذَلِك أَرْبَعَة أشهر وَأرْسل الْعَادِل الْعَسْكَر الَّذِي عِنْده إِلَى ابْنه الْملك الْكَامِل فَلَمَّا اجْتمعت العساكر أَخذ فِي الْقِتَال الإفرنج ودفعهم عَن دمياط ثمَّ رَحل الْملك الْعَادِل من مرج الصفر إِلَى عالقين - قَرْيَة ظَاهر دمشق - فَنزل بهَا وَمرض وَاشْتَدَّ مَرضه وَتُوفِّي هُنَاكَ رَحمَه الله فِي سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَكَانَ لدمشق ثَلَاثًا وَعشْرين سنة ولمصر نَحْو تسع عشرَة سنة