وأحاط الْعَسْكَر بهَا يَوْم الْأَرْبَعَاء وحاصرها فملكوا ثَلَاثَة أسوار بِمَا فِيهَا فطلبوا الْأمان وسلموا الْبَلَد ثمَّ سلم حصن صهيون بِجَمِيعِ أَعماله وَمَا فِيهِ من الذَّخَائِر وتسلم يَوْم السبت قلعة العَبْد وَيَوْم الْأَحَد قلعة الجماهريين وَيَوْم الِاثْنَيْنِ حصن بلاطنس وَسَار السُّلْطَان فِي ثَانِي يَوْم فتح صهيون وَنزل عل العَاصِي وتسلم حصن بكاس يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة ثمَّ حاصر قلعة الشّعْر وَطَالَ الْقِتَال حَتَّى أيس مِنْهُ فَخرج من الْحصن من يطْلب الْأمان فِي ثَالِث عشر الشَّهْر يَوْم الثُّلَاثَاء وتسلم قلع الشّعْر ثمَّ سَار ولد السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر القلعة سرمانية فحاصرها وخربها وَفتحهَا يَوْم الْجُمُعَة الثَّالِث وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة (فتح حصن برزية) وَسَار السُّلْطَان إِلَى قلعة برزية وَهِي من أحصن القلاع فنازلها يَوْم السبت رَابِع عشري الشَّهْر ثمَّ تجرد الْأَحَد ورق الْجَبَل فرآها قلعة على سنّ من الْجَبَل عالية فأدق بهَا وبالجبل وزحف عَلَيْهَا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء السَّابِع وَالْعِشْرين من الشَّهْر ورتب عَلَيْهَا الامراء نوبا فَقَاتلُوا وَاشْتَدَّ الْقِتَال وَتقدم السُّلْطَان بِنَفسِهِ فِي النّوبَة الثَّانِيَة فَلَمَّا أيقنوا بِأَنَّهُم ملكوا طلبُوا الْأمان وسلموا الْحصن فَلَمَّا حصل الْفَتْح عَاد السُّلْطَان إِلَى خيامه وَكَانَت صَاحِبَة حصن برزية أُخْت زَوْجَة الابرنس صَاحِبَة إنطاكية قد سبيت فَأمر بإحضارها واعتقها وَكَذَلِكَ زَوجهَا وأحضر أَيْضا ابْنة لَهما زَوجهَا وعدة من أَصْحَابهَا وأدخلهم مَعَهم فِي الْإِطْلَاق وقلد الْحصن لأمير من جماعته وَكَانَ فتح هَذَا الْحصن من آيَات الله تعال لحصانته وَعدم الْقُدْرَة عَلَيْهِ فيسر الله فَتحه فِي أيسر وَقت