الانس الجليل (صفحة 364)

صنعا الخافقة هِيَ وَقُلُوب أعدائها الْغَالِبَة هِيَ وعزائم أوليائها المستضاء بأنوارها إِذا فتح عينهَا النشر وأشارت بأنامل العذبات إِلَى وَجه النَّصْر فَافْتتحَ بِلَاد كَذَا وَكَذَا وَهَذِه كلهَا أَمْصَار ومدن وَقد تسمى الْبِلَاد بلاداً وَهِي مزارع وفدن وكل هَذِه ذَوَات معاقل ومعاقر وبحار وجزائر وجوامع ومنابر وجموع وعساكر يتجاوزها الْخَادِم بعد أَن يحرزها وَيَتْرُكهَا وَرَاءه بعد أَن ينتهزها ويحصد مِنْهَا كفرا ويزرع إِيمَانًا ويحطمن مَنَابِر جوامعها صلباناً وَيرْفَع أذانا ويبدل المذابح مَنَابِر وَالْكَنَائِس مَسَاجِد ويبوئ أهل الْقرن بعد أهل الصلبان لِلْقِتَالِ عَن دين الله مقاعد ويقر عينه وعيون أهل الْإِسْلَام أَن يعلق النَّصْر مِنْهُ وَمن عسكره بجار ومجرور وَإِن يظفر بِكُل سور مَا كَانَ يخَاف زلزاله وَلَا زياله إِلَى يَوْم النفخ فِي الصُّور وَلما لم يبْق غلا الْقُدس وَقد اجْتمع إِلَيْهِ كل شريد مِنْهُم وطريد واعتصم بمنعته كل قريب مِنْهُم وبعيد وظنوا إِنَّهَا من الله مَا نعتهم وَأَن كنيستها إِلَى الله شافعتهم فَلَمَّا نزلها الْخَادِم رأى بَلَدا كبلاد وجمعاً كَيَوْم التناد وعزائم قد تألت وتألفت عل الْمَوْت فَنزلت بعرصته وَهَان عَلَيْهَا مورد السَّيْف وَأَن تَمُوت بغصته فداور الْبَلَد من جَانب فَإِذا أَوديَة عنيقة ولجج وعر غريقة وسور قد انعطف عطف السوار وابرجة قد نزلت مَكَان الْوَاسِطَة من عقد الدَّار فَعدل إِلَى جِهَة أُخْرَى كَانَ للمطامع عَلَيْهَا معرج وللخيل فِيهَا متولج فَنزل عَلَيْهَا وأحاط بهَا وَقرب مِنْهَا وَضرب خيمته بِحَيْثُ يَنَالهُ السِّلَاح بأطرافه ويزاحمه السُّور بأكتافه وقابلها ثمَّ قاتلها ونزلها ثمَّ نازلها وبرز إِلَيْهَا ثمَّ بارزها وحاصرها ثمَّ ناجزها وَضمّهَا ضمة ارتقب بعْدهَا الْفَتْح وصدء جمعهَا فَإِذا هم لَا يبصرون عل عبودية الْحَد عَن عنق الصفح فراسلوه ببذل فطيعة إِلَى مُدَّة وقصدوا نظرة من شدَّة وانتظار النجدة فعرفهم الْخَادِم فِي لحن القَوْل وأجابهم بِلِسَان الطول وَقدم المنجنيقات الَّتِي تتول عقوبات الْحُصُون عصيها وحبالها وأوتر لَهُم قسيها الَّتِي ترمي وَلَا تفارقها سهامها وَلَكِن تفارق سهامها نصالها فصافحت السُّور فَإِذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015