بالعاضد وخلع عَلَيْهِ وَعَاد إِلَى خيامه بالخليعة العاضدية وَشرع شاور يماطل شيركوه فِيمَا كَانَ بذلة لنُور الدّين قبل ذَلِك من تَقْرِير المَال وإفراد ثلث الْبِلَاد لَهُ وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ شاور يركب كل يَوْم إِلَى أَسد الدّين شيركوه ويعده ويمنيه (وَمَا يَعدكُم الشَّيْطَان إِلَّا غرُورًا) ثمَّ إِن شاور عزم على أَن يعْمل دَعْوَة لشيركوه وامرائه وَيقبض عَلَيْهِم فَمَنعه ابْنه الْكَامِل بن شاور من ذَلِك وَلما رأى عَسْكَر نور الدّين من شاور ذَلِك عزموا عل الفتك بشاور وَاتفقَ على ذَلِك صَلَاح الدّين يُوسُف وَمن مَعَه من الْأُمَرَاء وَعرفُوا شيركوه بذلك فنهاهم عَنهُ وَاتفقَ أَن شاور قصد شيركوه على عَادَته فَلم يجده فِي المخيم وَكَانَ قد مضى لزيارة قبر الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ فلقى صَلَاح الدّين شاور وأعلمه برواح شيركوه إِلَى زِيَارَة الشَّافِعِي فسارا وَمن مَعَهُمَا جَمِيعًا إل شيركوه فَوَثَبَ صَلَاح الدّين وَمن مَعَه عل شاور وألقوه عل الأَرْض عَن فرسه امسكوه فِي سَابِع عشر ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة فهرب أَصْحَابه عَنهُ وأعلموا شيركوه بِمَا فعلوا فَحَضَرَ وَلم يُمكنهُ الْإِتْمَام لذَلِك وَسمع العاضد الْخَبَر فَأرْسل إِلَى شيركوه يطْلب مِنْهُ إِنْفَاذ رَأس شاور فَقتله وَأرْسل رَأسه إِلَى العاضد وَدخل بعد ذَلِك شيركوه إِلَى الْقصر عِنْد العاضد فَخلع عَلَيْهِ خلعة الوزارة ولقبه الْملك الْمَنْصُور أَمِير الجيوش وَاسْتقر فِي الْأَمر وَكتب لَهُ منشوراً بالوزارة وتفويض أُمُور الْخلَافَة إِلَيْهِ وَلما لم يبْق لَهُ مُنَازع أَتَاهُ أَجله (حَتَّى إِذا فرحوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَة وَهُوَ لَا يَشْعُرُونَ) وَتُوفِّي فِي يَوْم السبت الثَّانِي وَالْعِشْرين من جمادي الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة فَكَانَت ولَايَته شَهْرَيْن وَخَمْسَة أَيَّام وَهِي ابْتِدَاء الدولة الأيوبية وَكَانَ شيركوه وَأَيوب ابْني شادي من بلددون وأصلهما من الأكراد وخدما عماد الدّين زنكي ثمَّ وَلَده نور الدّين مَحْمُود وبقيا مَعَه إِلَى أَن أرسل