وزهده وورعه أَتَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى فصل فِيهِ بِموضع الْجَمَاعَة واتى قبَّة الصَّخْرَة الشَّرِيفَة وَختم فِيهَا الْقُرْآن وروى إِنَّه اشْترى ى موزاً بدرهم فأكلمنه فِي ظلها ثمَّ قَالَ إِن الْحمار إِذا وَفِي عليقه - أَو قَالَ علفه - زيد فِي عمله ثمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى رَحمَه من رأه توفّي بِالْبَصْرَةِ سنة إِحْدَى ى وَسِتِّينَ وَمِائَة وَإِبْرَاهِيم بن أدهم بن إِسْحَاق من كور بَلخ أحد الزهاد وَهُوَ من ثِقَات اتِّبَاع التَّابِعين وَمن أَبنَاء الْمُلُوك خرج يَوْمًا يتصيد وأثار ثعلباً - أَو أرنبا؟ ؟ ً - وأسرع فِي طلبه فَهَتَفَ بِهِ هَاتِف أَلِهَذَا خلقت أم بِهَذَا أمرت؟ ثمَّ هتف بِهِ من قربوس سَرْجه وَالله مَا هَذَا خلقت وَلَا بِهَذَا أمرت فَنزل عَن دَابَّته وَترك الْإِمَارَة وَدخل الْبَادِيَة وتزهد وَصَحب الإِمَام أَبَا حنيفَة وَله متن الكرامات مَا هُوَ مَشْهُور بهَا قدم بَيت الْمُقَدّس وَقَامَ بالصخرة الشَّرِيفَة وَسكن الشَّام وَتُوفِّي بِمَدِينَة جبلة من أَعمال طرابلس وقبره مَشْهُور بهَا قَالَ صَاحب (مثير الغرام) إِنَّه مَاتَ بِبِلَاد الرّوم ووفاته فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة اللَّيْث بن سعد بن عبد الرَّحْمَن الفهمي مَوْلَاهُم عَالم أهل مصر كَانَ نَظِير مَالك فِي الْعلم قيل إِنَّه كَانَ دخله فِي سنة ثَمَانِينَ ألف دِينَار فَمَا وجببت عَلَيْهِ زَكَاة وَفِي رِوَايَة لَا ينقصني عَلَيْهِ عَام إِلَّا وَعَلِيهِ دين من كَثْرَة جوده وبره وَقدم بَيت الْمُقَدّس قَالَ اللَّيْث لما ودعت أَبَا جَعْفَر - يَعْنِي الْخَلِيفَة - بِبَيْت الْمُقَدّس قَالَ أعجبني مَا رَأَيْت من شدَّة عقلك فَالْحَمْد لله الَّذِي جعل فِي رعيتي مثلك وَيُقَال إِنَّه كَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب وَإنَّهُ ولي الْقَضَاء بِمصْر ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين من الْهِجْرَة الشريف وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس منتصف شعْبَان سنة خمس وَسبعين وَمِائَة وَدفن يَوْم الْجُمُعَة بالرافة الصُّغْرَى وقبره أحد المزارات قَالَ بعض أَصْحَابه لما دفن اللَّيْث ابْن سعد سمعنَا صَوتا يَقُول ذهب اللَّيْث فَلَا لَيْث لكم وَمضى الْعلم غَرِيبا وفتر