(فالجسم مني للحبيب مؤانس ... وحبِيب قلبِي فِي الْفُؤَاد أنيسي) توفيت سنّ خمس وَثَلَاثِينَ - قيل ثَمَانِينَ - وَمِائَة قبرها عل رَأس جبل طور زيتا شَرْقي بَيت الْمُقَدّس بجوار مصعد السَّيِّد عيس عَلَيْهِ السَّلَام من جِهَة الْقبْلَة وَهُوَ فِي زَاوِيَة ينزل إِلَيْهَا من درج وَهُوَ مَكَان مأنوس يقْصد للزيارة وَمن النِّسَاء العابدات بِبَيْت الْمُقَدّس امْرَأَة تسم طافية كَانَت تَأتي بَيت الْمُقَدّس تتعبد فِيهِ وَامْرَأَة أُخْرَى تسمى لبَابَة ذكرهمَا ابْن الْجَوْزِيّ وَذكر عدَّة من العابدات المجهولات الْأَسْمَاء وَلم يؤرخ وَفَاة وَاحِدَة مِنْهُنَّ وَسليمَان بن طرخان الهيثمي التَّمِيمِي نزل بالبصر وَسمع أنسا وَكَانَ يَقُول إِذا دخلت بَيت الْمُقَدّس كَأَن لأتدخل معي حَتَّى أخرج مِنْهُ توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان الْمُفَسّر قدم بَيت الْمُقَدّس فصل فِيهِ وَجلسَ عِنْد بَاب الصَّخْرَة القبلي وَاجْتمعَ إِلَيْهِ خلق كثير من النَّاس يَكْتُبُونَ عَنهُ ويسمعون مِنْهُ فَأقبل بدوي يطَأ بنعليه عل البلاط وطأ شَدِيدا فَسمع مقَاتل فَقَالَ لمن حوله انفرجوا فانفرج النَّاس عَنهُ فأهو بِيَدِهِ يُشِير إِلَيْهِ ويزيده بِصَوْتِهِ أَيهَا الْوَاطِئ أرْفق بوطئك فوالذي نفس مقَاتل بِيَدِهِ مَا تطَأ إِلَّا على اجاجين الْجنَّة وَفِي كَلَام آخر قَالَ الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ النَّاس كلهم عِيَال عل ثَلَاثَة مقَاتل بن سُلَيْمَان فِي التَّفْسِير وَذكر الآخرين توفّي مقَاتل سنة خمسين وَمِائَة والاوزاعي عبد الرَّحْمَن بن عمر وَاحِد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام فَقِيه الشَّام كَانَ رَأْسا فِي الْعلم وَالْعِبَادَة قدم بَيت الْمُقَدّس فصلى فِيهِ ثَمَان رَكْعَات والصخرة وَرَاءه ثمَّ صل فِيهِ الْخمس وَقَالَ هَكَذَا فعل عمر بن عبد الْعَزِيز وَلم يَأْتِ شَيْئا من المزارات وَتُوفِّي فِي الْحمام سنة سبع وَخمسين وَمِائَة وسُفْيَان الثَّوْريّ هُوَ ابْن سعيد بن مَسْرُوق الامام الْعَالم الْمجمع عل جلالته