الانس الجليل (صفحة 304)

قَالَ وَوصف فِيهَا الذِّرَاع لكني لم أتحقق ذَلِك هَل هُوَ الذِّرَاع الْمَذْكُور أم غَيره لتشعث الْكِتَابَة قَالَ وَقد ذرع بالحبال طوله وَعرضه فِي وقتنا هَذَا فجَاء قدر طوله من الْجِهَة الشرقية سِتّمائَة ذِرَاع وَثَلَاثَة وَثَمَانِينَ ذِرَاعا وَمن الغربية سِتّمائَة ذِرَاع وَخمسين ذِرَاعا وَجَاء قدر عرضه أَرْبَعمِائَة وَثَمَانِية وَثَلَاثِينَ ذِرَاعا خَارِجا عَن عرض سُورَة انْتهى وَأما طوله وَعرضه فِي عصرنا هَذَا - وَهُوَ أَوَاخِر سنة تِسْعمائَة - فسأذكرهما مُسْتَوْفيا فِيمَا بعد عِنْد ذكر صفة الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَمَا هُوَ عَلَيْهِ فِي عصرنا فأذكر طوله من جِهَة الْقبْلَة إِلَى جِهَة الشمَال وَعرضه من جِهَة الشرق إِلَى جِهَة الغرب وَكَذَلِكَ دَاخل الْجَامِع الْأَقْصَى من عِنْد الْمِحْرَاب المجاور للمنبر إِلَى بَاب الدُّخُول لَهُ وَعرضه وصحن الصَّخْرَة الشَّرِيفَة وارتفاع الْقبَّة واستوفي ذكر ذَلِك طولا وعرضاً بِذِرَاع الْعَمَل الَّذِي تذرع بِهِ الْأَبْنِيَة فِي عصرنا واحرر ذَلِك حسب الْإِمْكَان إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمِمَّا وجد فِي بَيت الْمُقَدّس على بعض الصخرات مَا نفله أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ فِي كتاب " الْعُزْلَة عَن ذِي النُّون " إِنَّه قَالَ وجدت صَخْرَة بِبَيْت الْمُقَدّس عَلَيْهَا أسطر مكتتبة فَحَيْثُ ترجمتها فَإِذا عَلَيْهَا مَكْتُوب كل عَاص مستوحش وكل مُطِيع مستأنس وكل خَائِف هارب وكل راج طَالب وكل قَانِع غَنِي وكل محب ذليل وَعَن أبي بكر الطرطوسي رَحمَه الله قَالَ كنت ليل قَائِما فِي الْمَسْجِد الْأَقْصَى فَلم يرعني إِلَّا صَوت كَاد يصدع الْقلب وَهُوَ يَقُول شعر

(أخوف وَأمن إِن ذَا لعجيب ... تكلتك من قلب فَأَنت كذوب)

(أما وجلال الله لَو كنت صَادِقا ... لما كَانَ للاغماض فِيك نصيب) فوَاللَّه لقد أبكى الْعُيُون وأشج الْقُلُوب وَقَالَ سهل بن حَاتِم - وَكَانَ من العابدين - حَدثنِي أَبُو سعيد - رجل من الْإسْكَنْدَريَّة - قَالَ كنت أَبيت فِي بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ قَلِيلا مَا يَخْلُو من المتهجدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015