الانس الجليل (صفحة 270)

فأتونا وهم يرَوْنَ لَا غَالب لَهُم من النَّاس أحد فَقَاتلُوا الْمُسلمين قتالاً شَدِيدا مَا قوتل الْمُسلمُونَ مثله فِي موطن قطّ ورزق الله الْمُؤمنِينَ النَّصْر وَأنزل عَلَيْهِم الصَّبْر فَقَتلهُمْ الله تعال فِي كل قَرْيَة وَفِي كل شعب وواد وجبل وَسَهل وغنم الله الْمُسلمين عَسْكَرهمْ وَمَا كَانَ فيهم من أَمْوَالهم ومتاعهم ثمَّ إِنِّي تبعتهم بِالْمُسْلِمين حَتَّى بلغت أقْصَى بِلَاد الشَّام وَقد بعثت إِلَى أهل الشَّام عمالي وَقد بعثت إِلَى أهل ايليا أدعوهم إِلَى الْإِسْلَام فَإِن قبلوا وَإِلَّا فليؤدوا الْجِزْيَة إِلَيْنَا عَن يَد وهم صاغرون فَإِن أَبَوا سرت إِلَيْهِم حَتَّى أنزل بهم ثمَّ لَا ازيلهم حَتَّى يفتح الله تعال عل الْمُسلمين إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالسَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة - حِين جَاءَهُ الْكتاب - ليتركنها خلوفاً ثمَّ دَعَا يزِيد بن أبي سُفْيَان وَقَالَ اكْفِنِي دمشق فَقَالَ لَهُ يزِيد اكفيكها إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَسَار إِلَيْهَا فولاها لَهُ وَلما حصر أَبُو عُبَيْدَة أهل ايليا وَأوجب عل نَفسه إِنَّه غير مقلع وَلم يَجدوا لَهُم طَاقَة بحريّة قَالُوا نُصَالِحُكَ قَالَ وَإِنِّي قَابل مِنْكُم قَالُوا فَأرْسل إِلَى خليفتكم فَيكون هُوَ الَّذِي يُعْطِينَا هَذَا الْعَهْد وَيكْتب لنا الْأمان فَقبل أَبُو عُبَيْدَة ذَلِك وَهُوَ أَن يكْتب وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة رَضِي الله عَنهُ قد بعث معَاذ بن جبل عل الْأُرْدُن وَلم يكن سَار فَقَالَ معَاذ لأبي عُبَيْدَة أتكتب لأمير الْمُؤمنِينَ تَأمره بالقدوم عَلَيْك فَلَعَلَّهُ يقدم ثمَّ يَأْتِي هَؤُلَاءِ الصُّلْح فَيكون مَجِيئه فضلا وعناء فَلَا تكْتب حَتَّى يُوثقُوا إِلَيْك واستحلفهم بِالْإِيمَان الْمُغَلَّظَة والمواثيق الْمُؤَكّدَة إِن أَنْت بعثت إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقدم عَلَيْهِم وَأَعْطَاهُمْ أَمَانًا عل أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وَكتب عَلَيْهِم بذلك كتابا ليقبلن وليؤدن الْجِزْيَة وليدخلن فِيمَا دخل فِيهِ أهل الشَّام فَبعث بذلك إِلَيْهِم أَبُو عُبَيْدَة فَأَجَابُوهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا فعلوا ذَلِك كتب أَبُو عُبَيْدَة إِلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم لعبد الله عمر أَمِير الْمُؤمنِينَ من أبي عُبَيْدَة بن الْجراح سَلام عَلَيْك فَإِنِّي أَحْمد الله إِلَيْك الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أما بعد فَأَنا أَقَمْنَا عل أهل ايليا فظنوا إِن لَهُم فِي مطاولتهم فرجا فَلم يزدهم الله بِهَذَا إِلَّا ضيقا ونقصاً وهزالاً وذلا فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِك سَأَلُوا أَن يقدم عَلَيْهِم أَمِير الْمُؤمنِينَ فَيكون هُوَ الموثوق لَهُم وَالْكَاتِب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015