وَوضع كتاب النَّبِي (ص) على فَخذه وَقصد أَن يسلم فَمَنعه بطارقته فخاف عل نَفسه وَاعْتذر ورد دحْيَة ردا جميلاً وَأرْسل إِلَى الْمُقَوْقس - صَاحب مصر - فَأكْرم القاصد وَقبل كتاب النَّبِي صل الله عَلَيْهِ وَسلم وأهد إِلَيْهِ أَربع جواري إِحْدَاهُنَّ مَارِيَة أم وَلَده إِبْرَاهِيم وَأهْدى إِلَيْهِ بغلته دُلْدُل وَحِمَاره يَعْفُور وَكِسْوَة وارسل إِلَى النَّجَاشِيّ بِالْحَبَشَةِ فَقبل كتاب النَّبِي (ص) وَمن بِهِ وَاتبعهُ وَأسلم وَأرْسل إِلَى الْحَارِث الغساني بِدِمَشْق فَلَمَّا قَرَأَ الْكتاب قَالَ هَا أَنا سَائِر إِلَيْهِ فَلَمَّا بلغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ باد ملكه وَأرْسل إِلَى هَوْذَة ملك اليمام وَكَانَ نَصْرَانِيّا فَقَالَ إِن جعل الْأَمر لي من بعده سرت إِلَيْهِ وَأسْلمت ونصرته وَإِلَّا قصدت حربه فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا ول كَرَامَة اللَّهُمَّ اكفنيه فَمَاتَ بعد قَلِيل وَأرْسل إِلَى الْمُنْذر ملك الْبَحْرين فأٍ لم وَأسلم جَمِيع الْعَرَب بِالْبَحْرَيْنِ (عمْرَة الْقَضَاء) ثمَّ خرج رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذِي الْقعدَة سِتَّة سبع مُعْتَمِرًا عمْرَة الْقَضَاء وسَاق مَعَه سبعين بَدَنَة فَأبى أهل مَكَّة أَن يَدعُوهُ يدْخل مَكَّة حَتَّى قاضاهم عل أَن يُقيم بهَا ثَلَاثَة أَيَّام فَلَمَّا كتبُوا الْكتاب كتبُوا هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّد رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا لَا نقر بِهَذَا لَو نعلم إِنَّك رَسُول الله مَا منعناك شَيْئا وَلَكِن أَنْت مُحَمَّد بن عبد الله فَقَالَ أَنا رَسُول الله وَأَنا مُحَمَّد ابْن عبد الله ثمَّ قَالَ لعَلي امح رَسُول الله فَقَالَ عَليّ وَالله لَا أمحوك أبدا فَأخذ رَسُول الله (ص) الْكتاب - وَلَيْسَ يحسن أَن يكْتب - فَكتب هَذَا مَا قاضى مُحَمَّد بن عبد الله لَا يدْخل مَكَّة السِّلَاح إِلَّا السَّيْف فِي القراب وَإنَّهُ لَا يخرج