الانس الجليل (صفحة 224)

ثمَّ انْصَرف رَسُول الله (ص) إِلَى وَادي الْقرى فحاصره ليل وفتحه عنْوَة ثمَّ سَار إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ قد كتب إِلَى النَّجَاشِيّ يطْلب مِنْهُ بَقِيَّة الْمُهَاجِرين ويخطب أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان فَزَوجهَا للنَّبِي صل الله عَلَيْهِ وَسلم ابْن عَمها خَالِد بن سعيد وَأصْدقهَا النَّجَاشِيّ عَن النَّبِي (ص) أَرْبَعمِائَة دِينَار وَفِي غَزْوَة خَيْبَر اهديت للنَّبِي صل الله عَلَيْهِ وَسلم الشَّاة المسمومة فَأخذ مِنْهَا قِطْعَة ولاكها ثمَّ لَفظهَا وَقَالَ تُخبرنِي هَذِه الشَّاة إِنَّهَا مَسْمُومَة ثمَّ بعد غَزْوَة خَيْبَر كَانَت غَزْوَة ذَات الرّقاع فتفارق النَّاس وَلم يكن بَينهم حَرْب قَالَ أَبُو مُوسَى سميت غَزْوَة ذَات الرّقاع لما كُنَّا نعصب عل أَرْجُلنَا من الْخرق وَفِي هَذِه السّنة أرسل النَّبِي صل الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى مُلُوك الأَرْض وَأرْسل إِلَى كسْرَى فمزق كتاب النَّبِي (ص) فَلَمَّا بلغه ذَلِك قَالَ مزق الله ملكه فَسلط الله عَلَيْهِ ابْنه برويز فَقتله وَأرْسل إِلَى قَيْصر - وَهُوَ هِرقل - وَكَانَ إِذْ ذَاك بِبَيْت الْمُقَدّس فَإِنَّهُ مَشى مِمَّن حمص إِلَى ايليا شكرا لما كشف الله عَنهُ جنود فَارس وَكَانَ على الصَّخْرَة الشَّرِيفَة مزبلة قد حاذت محراب دَاوُد مِمَّا ألقته النَّصَارَى عَلَيْهَا مضارة للْيَهُود حَتَّى كَانَت الْمَرْأَة تبْعَث بخرق حَيْضهَا من رُومِية فَتلقى عَلَيْهَا فَلَمَّا قَرَأَ قَيْصر كتاب رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِنَّكُم يَا معشر الرّوم لحقيق أَن تقتلُوا على هَذِه المزبلة بِمَا انتهكتم من حُرْمَة هَذَا الْمَسْجِد كَمَا قتلت بَنو إِسْرَائِيل عل دم يحيى بن زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَام فَأمر بكشفها فَأخذُوا فِي ذَلِك فَقدم الْمُسلمُونَ الشَّام وَلم يكشفوا مِنْهَا إِلَّا ثلثهَا فَلَمَّا قدم عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ إِلَى بَيت الْمُقَدّس وفتحه وَرَأى مَا عَلَيْهَا من المزبلة أعظم ذَلِك فَأمر بكشفها وسخر لَهَا أَنْبَاط فلسطين وَأكْرم هِرقل قَاصد رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ دحْيَة الْكَلْبِيّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015