إِلَى الْمَدِينَة من غَزْوَة الخَنْدَق بِوَحْي من الله تعال نزل عل نبيه مُحَمَّد (ص) فَسَار إِلَيْهِم وحاصرهم خمْسا وَعشْرين لَيْلَة وَقذف فِي قُلُوبهم الرعب ونزلوا على حكم رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم فَرد الحكم فيهم إِلَى سعد بن معَاذ فَحكم بقتل الْمُقَاتلَة وَسبي الذُّرِّيَّة وَالنِّسَاء وَقسم الْأَمْوَال ثمَّ رَجَعَ النَّبِي (ص) إِلَى الْمَدِينَة وَضرب أَعْنَاقهم وَكَانُوا سِتّمائَة أَو تِسْعمائَة وَقيل مَا بَين الثَّمَانمِائَة والسبعمائة ثمَّ قسم الْأَمْوَال والسبايا وَاصْطفى لنَفسِهِ رَيْحَانَة بنت شَمْعُون فَكَانَت فِي ملكه حَتَّى مَاتَ وَلم يستشهد فِي هَذِه الْغَزْوَة سو خَلاد بن زيد بن ثَعْلَبَة أَلْقَت عَلَيْهِ امْرَأَة من بني قُرَيْظَة رَحا شدخت رَأسه فَقَالَ رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ اجْرِ شهيدين وقتلها بِهِ ثمَّ دخلت السّنة السَّادِسَة من الْهِجْرَة الشَّرِيفَة وفيهَا فِي شعْبَان كَانَت غَزْوَة بني المصطاق وَهِي غَزْوَة الْمُريْسِيع وَكَانَ فِي جملَة السي جوَيْرِية بنت الْحَارِث كَانَ اسْمهَا برة فسماها رَسُول الله (ص) جوَيْرِية وَكَانَت إِحْدَى أَزوَاجه وفيهَا كَانَت قصَّة الافك فرميت السيدة أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا بالافك مَعَ صَفْوَان بن الْمُعَطل وَكَانَ صَفْوَان حصوراً لَا يَأْتِي النِّسَاء والقصة مَشْهُورَة فِي الحَدِيث الشريف وفيهَا نزلت ي التَّيَمُّم وفيهَا كَانَت غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة وَهِي إِن رَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم خرج من الْمَدِينَة فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ مُعْتَمِرًا يُرِيد حَربًا وسَاق الْهَدْي وَأحرم بِالْعُمْرَةِ وَسَار حَتَّى وصل إِلَى ثنية الزمار مهبط الْحُدَيْبِيَة أَسْفَل مَكَّة وَالْحُدَيْبِيَة بِئْر وَوَقع من معجزاته نبع المَاء فِي ذَلِك الْمَكَان وتأهبت قُرَيْش لِلْقِتَالِ وبعثوا رسولهم إِلَى النَّبِي صل الله عَلَيْهِ وَسلم فَبعث رَسُول الله (ص) عُثْمَان بن عَفَّان إِلَيْهِم يعلمهُمْ إِنَّه لم يَأْتِ لحب وَإِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا