الانس الجليل (صفحة 22)

الأساليب والدوافع لوضع الْكتاب لَعَلَّ الْأَسْبَاب والدوافع الَّتِي تحدث عَنْهَا الْمُؤلف نَفسه فِي تأليف هَذَا الْكتاب معطياً هَذَا الْجَانِب الْهَام فَهُوَ يَقُول وَإِنَّمَا دَعَاني لذَلِك أَن غَالب بِلَاد الْإِسْلَام قد اعتنى بهَا الْحفاظ وَكَتَبُوا بتاريخها مِمَّا يُفِيد أَخْبَارهَا الْوَاقِع فِي الزَّمن السَّابِق وَبَيت الْمُقَدّس على شَيْء من ذَلِك الَّذِي يخْتَص بِهِ وَإِنَّمَا ذكرُوا فِي التواريخ أَشْيَاء فِي أَمَاكِن وَرَأَيْت الْأَنْفس متشوق إِلَى شَيْء من هَذَا النمط الَّذِي قصدت فعله الْعلمَاء كتب شَيْئا يتَعَلَّق بالفضائل فَقَط وَبَعْضهمْ تعرض لذكر الْفَتْح وعمار بني أُمِّي وَبَعْضهمْ ذكر الْفَتْح الصلاحي وَاقْتصر عَلَيْهِ وَلم يذكر بعده وَبَعْضهمْ كتب تَارِيخا تعرض فِيهِ لذكر بعض جماع من أَعْيَان مِمَّا لَيْسَ فِيهِ كَبِير فَائِدَة فَأَحْبَبْت ن أجمع بَين ذكر الْبناء والفضائل وتراجم الْأَعْيَان وَذكر بعض الْحَوَادِث الْمَشْهُور ليَكُون تَارِيخا كَامِلا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى المسؤول وَهُوَ المسؤول أَن يمن عَليّ بتيسير إِتْمَامه " (?) وَمَعَ ضخامة الْكتاب وتوسعه فِي تنوع مواضيعه فقد صرح الْمُؤلف كِتَابه بِأَنَّهُ كَانَ قد ابْتَدَأَ فِي جمعه فِي الْخَامِس عشر من شهر ذِي الْحَج 9 هـ وَفرغ من ترتبه وَجمعه فِي دون أَربع أشهر رغم الْعَوَارِض الَّتِي صرفت عَن الِاسْتِمْرَار فِي مشروعه مد شهر لم يكْتب فِيهَا شَيْئا (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015