ثمَّ أَن أَرْبَعَة من الحواريين وهم مَتى وَثَلَاث مَعَه اجْتَمعُوا وَجمع كل وَاحِد مِنْهُم إنجيلا وخاتمة إنجيل مَتى أَن الْمَسِيح قَالَ إِنِّي أرسلتكم إِلَى الْأُمَم كَمَا أَرْسلنِي رَبِّي إِلَيْكُم فاذهبوا وَادعوا الْأُمَم باسم الْأَب وَالِابْن وروح الْقُدس وَكَانَ بَين رفع الْمَسِيح ومولد النَّبِي صل الله عَلَيْهِ وَسلم خَمْسمِائَة وَخمْس وَأَرْبَعُونَ سنة تَقْرِيبًا وعاش الْمَسِيح إِلَى أَن رفع ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة وَبَين رَفعه وَالْهجْرَة الشَّرِيفَة خَمْسمِائَة وثمان وَتسْعُونَ سنة وَقد مضى من الْهِجْرَة الشَّرِيفَة إِلَى عصرنا تِسْعمائَة سنة فَيكون الْمَاضِي من رَفعه إِلَى آخر سنة تِسْعمائَة من الْهِجْرَة الشَّرِيفَة ألفا وَأَرْبَعمِائَة وثماني وَتِسْعين سنة وَنزل عَلَيْهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام عشر مَرَّات أمته النَّصَارَى على اخْتلَافهمْ وَأما أمه مَرْيَم فَإِنَّهَا عاشت نَحْو ثَلَاث وَخمسين سنة لِأَنَّهَا حملت بِهِ لما صَار لَهَا من الْعُمر ثَلَاثَة عشر سنة وَعَاشَتْ مَعَه مجتمعة ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة وَرفع وَبقيت بعد رَفعه سِتّ سِنِين وَالله أعلم وَيَأْتِي ذكر قبرها فِيمَا بعد أَن شَاءَ الله تعال وَكَانَ رفع الْمَسِيح من طور زيتا - جبل شَرْقي بَيت الْمُقَدّس - وَرُوِيَ إِنَّه دَعَا الله وَقت رَفعه تَعَالَى بِهَذَا الدُّعَاء - وَهُوَ دُعَاء مستجاب - اللَّهُمَّ أَنْت الْقَرِيب فِي علوك والمتعالي فِي دنوك الرفيع عل كل شَيْء من خلقك وَأَنت الَّذِي نفذ بَصرك فِي خلقك وحسرت الْأَبْصَار دون النّظر إِلَيْك وغشيت دُونك وَسبح لَك الفلق فِي النُّور أَنْت الَّذِي جليت الظُّلم بنورك فتباركت اللَّهُمَّ أَنْت خَالق الْخلق بقدرتك مُقَدّر الْأُمُور بحكمتك مبدع الْخلق بعظمتك القَاضِي فِي كل شَيْء بعلمك الَّذِي خلقت سبعا طباقاً فِي الْهَوَاء بكلماتك مستويات الطباق مذعنات لطاعتك سماعين لعلو سلطانك فأجبن وَهن دُخان من خوفهن فَأَتَيْنَ طائعين بِأَمْرك فِيهِنَّ الْمَلَائِكَة يسبحونك ويقدسونك وَجعلت فِيهِنَّ نورا يجلو الظلام وضياء أضوء من الشَّمْس وَجعلت فِيهِنَّ مصابيح يَهْتَدِي بهَا فِي الظُّلُمَات