عَن سَرِيره وَخَرجُوا كلهم إِلَى يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام وسلموا عَلَيْهِ وفرحوا بِهِ وَحَمَلُوهُ إِلَى الْمَدِينَة فَأَقَامَ فيهم يَأْمُرهُم بِالْمَعْرُوفِ وينهاهم عَن الْمُنكر فَمَاتَ الْملك وَمَاتَتْ زَوجته وَأَوْلَاده وَكَانَت وَفَاة يُونُس فِي سنة خَمْسَة عشر وَثَمَانمِائَة لوفاة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وقبره فِي قَرْيَة بِالْقربِ من بلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهَذِه الْقرْيَة تسمى حلحول وَهِي على طَرِيق بَيت الْمُقَدّس وَصَارَ عل قَبره مَسْجِد ومنارة وَالَّذِي بنى الْمنَار الْملك الْمُعظم عِيسَى بِولَايَة الْأَمِير رشيد الدّين فرج بن عبد الله الْمُعظم فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَقد اشْتهر أمره وَالنَّاس يقصدونه للزيارة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَتى مدفون بِالْقربِ مِنْهُ بقري يُقَال لَهَا بَيت أَمر وَكَانَ رجلا صَالحا من أهل بَيت النُّبُوَّة (ذكر سيدنَا زَكَرِيَّا وَيحيى وعيس عَلَيْهِم السَّلَام) (وَقع لسيدنا عِيسَى بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام وصعوده إِلَى السَّلَام وَمُلَخَّص مَا وَقع لزكريا وَيحيى عَلَيْهِمَا السَّلَام) أَقُول - وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق - إِن سيدنَا زَكَرِيَّا من ولد سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام وَكَانَ نَبيا وَقد ذكره الله فِي الْقُرْآن وَكَانَ نجاراً وَهُوَ الَّذِي كفل مَرْيَم بنت عمرَان بن ماثان من ولد سُلَيْمَان بن دَاوُد وَكَانَت أم مَرْيَم اسْمهَا حنة وَكَانَ زَكَرِيَّا متزوجاً باخت حنة وَاسْمهَا ايساع وَكَانَت زَوْجَة زَكَرِيَّا خَالَة مَرْيَم وَلذَلِك كفل زَكَرِيَّا مَرْيَم وَسَنذكر ذَلِك وَأرْسل الله جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فبشر زَكَرِيَّا بِيَحْيَى مُصدقا بِكَلِمَة من الله يَعْنِي عِيسَى ابْن مَرْيَم ثمَّ أرسل الله تَعَالَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَنفخ فِي جيب مَرْيَم