الانس الجليل (صفحة 172)

قصد بخت نصر بَيت الْمُقَدّس فَلَمَّا بلغ سهول الرملة وَأعلم ارميا بذلك سَار إِلَيْهِ وَأَعْطَاهُ الْأمان فَنظر هُوَ قَالَ هُوَ أماني وَلَكِنِّي مَبْعُوث وَقد أمرت أَن أرمي سهمي فَحَيْثُمَا وَقع سهمي طلبت الْموضع فرم بسهمه فَوَقع فِي قبَّة بَيت الْمُقَدّس فَرَجَعَا ارميا أهل بَيت الْمُقَدّس وَأخْبرهمْ بذلك ثمَّ سَار بخت نصر بالجيوش وَكَانَ مَعَه سِتّمائَة راية وَدخل بَيت الْمُقَدّس بجُنُوده ووطئ الشَّام وَقتل بني إِسْرَائِيل حَتَّى أفناهم وَخرب بَيت الْمُقَدّس وَجُنُوده أَن يمْلَأ كل رجل مِنْهُم ترسه تُرَابا ثمَّ يقذفه فِي بَيت الْمُقَدّس فَفَعَلُوا حَتَّى ملؤه هَكَذَا نقل الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره وَالَّذِي نَقله الْملك الْمُؤَيد صَاحب حماه إِنَّه جهز العساكر وَبعث الْجَيْش مَعَ وزيره واسْمه نبوز رذان - بِفَتْح النُّون وَضم الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْوَاو وَفتح الزَّاي وَالرَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْألف وَفتح الذَّال الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْألف وَبعدهَا نون - إِلَى حِصَار صدقيا بالقدس فَسَار الْوَزير بالجيش وحاصر صدقيا مُدَّة سنتَيْن وَنصف أَولهَا عَاشر تموز من السّنة التَّاسِعَة لملك صدقيا أَسِيرًا وَأخذ مَعَه جملَة كَثِيرَة من بني إِسْرَائِيل واحرق الْقُدس وَخَرَّبَهُ وَطرح فِيهِ الْجِيَف وَهدم الْبَيْت الَّذِي بناه سُلَيْمَان وَأحرقهُ وَاحْتمل مِنْهُ ثَمَانِينَ عجلة ذَهَبا وَفِضة وَطَرحه يومية وأباد بني إِسْرَائِيل قتلا وتشديداً وأعانه عل خرابه الرّوم بغضاً لبني إِسْرَائِيل فَكَانَت مُدَّة ملك صدقيا نَحْو إِحْدَى عشرَة سنة وَهُوَ آخر مُلُوك بني إِسْرَائِيل وَأما من تول بعده من بني إِسْرَائِيل بعد إِعَادَة عمَارَة بَيت الْمُقَدّس فَإِنَّمَا كَانَ لَهُ الرياسة بِبَيْت الْمُقَدّس فَقَط فَيكون انْقِضَاء مُلُوك بني إِسْرَائِيل وخراب بَيت الْمُقَدّس عل يَد بخت نصر سنة عشْرين من ولَايَته تَقْرِيبًا وَهِي السّنة التَّاسِعَة وَالتِّسْعُونَ وَتِسْعمِائَة لوفاة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَهِي أَيْضا سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة مَضَت من عمَارَة بَيت الْمُقَدّس وَهِي مُدَّة لبثه عل الْعِمَارَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015