بالجيوش إِلَى الشَّام وغزا بني إِسْرَائِيل لما حصل مِنْهُم من التَّغْيِير والتبديل وَفعل الْقَبِيح فَلم يحاربه يهوياقيم وَدخل تَحت طَاعَته فأبقاه بخت نصر على ملكه وَرجع بَنو إِسْرَائِيل إِلَى الله تَعَالَى وتابوا عَن الْمعاصِي فَرد الله عَنْهُم بخت نصر وبقى يهوياقيم تَحت طَاعَته بخت نصر ثَلَاث سِنِين ثمَّ خرج عَن طَاعَته وَعَصَاهُ فَأرْسل بخت نصر وَأمْسك يهوياقيم وَأمر بإحضاره إِلَيْهِ فَمَاتَ يهوياقيم فِي الطَّرِيق من الْخَوْف فَكَانَت مدَّته نَحْو إِحْدَى عشرَة سنة وانقضى ملكه فِي أَوَائِل سنة ثَمَان لابتداء ملك بخت نصر وَلما أَخذ يهوياقيم الْمَذْكُور إِلَى الْعرَاق اسْتخْلف مَكَانَهُ ابْنه يخنيو - بِفَتْح الْمُثَنَّاة من تحتهَا وَالْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون وَضم الْمُثَنَّاة من تحتهَا ثمَّ وَاو - فَأَقَامَ مَوضِع أَبِيه مائَة يَوْم ثمَّ أرسل بخت نصر من أَخذه إِلَى بابل وَأخذ مَعَه أَيْضا جمَاعَة من عُلَمَاء بني اسرائيل من جُمْلَتهمْ دانيال النَّبِي وحزقيل النَّبِي وَهُوَ من نسل هَارُون عَلَيْهِ السَّلَام وَحَال وُصُول يخينو سجنه بخت نصر وَلم يبرح مسجوناً حَتَّى مَاتَ بخت نصر وَلما أمسك بخت نصر يخينو نصب مَكَانَهُ عل بني إِسْرَائِيل يخينو الْمَذْكُور وَهُوَ صدقيا - بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة وَكسر الْقَاف وَفتح الْيَاء الْمُثَنَّاة من تحتهَا مَعَ التَّشْدِيد وَبعدهَا ألف - وَاسْتمرّ صدقيا تَحت طَاعَة بخت نصر وَكَانَ أرميا النَّبِي " ع " قد رأى بخت نصر قَدِيما وَهُوَ صبي أَقرع وَرَآهُ يَأْكُل ويتغوط وَيقتل الْقمل فَقَالَ لَهُ مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَذَى يخرج وَمَنْفَعَة تدخل وعدو يقتل فَقَالَ لَهُ سَيكون لَك شَأْن فَأخذ أرميا من بخت نصر أَمَانًا لبيت الْمُقَدّس وَمن فِيهَا وَكتب لَهَا الْأمان فيجلد فَلَمَّا صَار الْملك إِلَى بخت نصر وَعصى عَلَيْهِ صدقيا - كَمَا تقدم