(فَقَالَت وأوتينا الْعلم) بِصِحَّة نبوة سُلَيْمَان الْآيَات الْمُتَقَدّمَة من أَمر الْهَدِيَّة وَالرسل من قبلهَا وَمن قبل الْآيَة فِي الْعَرْش (وَكن مُسلمين) منقادين طائعين لأمر سُلَيْمَان وَقيل غير ذَلِك قَالَ الله تَعَالَى (وصدها مَا كَانَت تعبد من دون الله) أيمنعها مَا كَانَت تعبد من دون الله وَهِي الشَّمْس (أَن تعبد الله) أَي صدها عبَادَة الشَّمْس عَن التَّوْحِيد وَعَن عبَادَة الله تَعَالَى وَقيل غير ذَلِك وَقَوله تَعَالَى (قيل لَهَا ادخلي الصرح) الْآيَة وَذَلِكَ أَن سُلَيْمَان " ع " أَرَادَ أَن ينظر قدميها وساقيها من غير أَن يسلبها أثوابها وَينظر مَا قَالَت الشَّيَاطِين عَنْهَا أَن رِجْلَيْهَا كحوافر الْحمار وَهِي مشعرة السَّاقَيْن فَأمر سُلَيْمَان الشَّيَاطِين فبنوا لَهُ صرحاً أَي قصراً من زجاج وَقيل الصرح صحن الدَّار أجْرى تَحْتَهُ المَاء والقى فِيهِ كل شَيْء من دَوَاب الْبَحْر حَتَّى السّمك والضفدع وَغَيرهمَا ثمَّ وضع سَرِيره فِي صَدره وَجلسَ عَلَيْهِ فعكف عَلَيْهِ الطير وَالْجِنّ والأنس وَإِنَّمَا بنى الصرح ليختبر فهمها كَمَا فعلت هِيَ بالوصائف والوصفاء فَلَمَّا جلس سُلَيْمَان على سَرِير دَعَا بلقيس فَلَمَّا جَاءَت قيل لَهَا ادخلي الصرح (فَلَمَّا رَأَتْهُ حسبته لجة - وَهِي مُعظم المَاء - وكشفت عَن سَاقيهَا) لتخوضه إِلَى سُلَيْمَان فَنظر سُلَيْمَان فَإِذا هِيَ أحسن النَّاس قدماً وساقاً إِلَّا إِنَّهَا مشعرة السَّاقَيْن فَلَمَّا رأى سُلَيْمَان ذَلِك صرف بَصَره عَنْهَا ثمَّ ناداها إِنَّه صرح ممرد أَي مملس من قَوَارِير ثمَّ دَعَاهَا لِلْإِسْلَامِ وَكَانَت قد رَأَتْ حَال الْعَرْش وَعلمت أَن ملك سُلَيْمَان من الله تَعَالَى فأجابت وَقَالَت (رب إِنِّي ظلمت نَفسِي - بالْكفْر عبَادَة غَيْرك - وَأسْلمت مَعَ سُلَيْمَان لله رب الْعَالمين) أَي أخلصت لَهُ التَّوْحِيد وَاخْتلف فِي أمرهَا هَل تزَوجهَا سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام؟ فَقَالَ بَعضهم تزَوجهَا