وَالَّذِي دلهم على مَعْدن السامور عفريت من الشَّيَاطِين كَانَ فِي جَزِيرَة من جزائر الْبَحْر فدلوا سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام عَلَيْهِ فَأرْسل إِلَيْهِ بِطَابع من حَدِيد وَكَانَ خَاتمه يرسخ فِي الْحَدِيد والنحاس فيطبع إِلَى الْجِنّ بِالنُّحَاسِ وَإِلَى الشَّيَاطِين بالحديد وَلَا يجِيبه أَقْصَاهُم إِلَّا بذلك وَكَانَ خَاتمًا نزل عَلَيْهِ من السَّمَاء حلقته بَيْضَاء وطابعه كالبرق لَا يَسْتَطِيع أحد أَن يمْلَأ بَصَره مِنْهُ فَلَمَّا وصل الطابع إِلَى العفريت وَجِيء بِهِ قَالَ لَهُ هَل عنْدك من حيل أقطع بهَا الصخر فَإِنِّي أكره صَوت الْحَدِيد فِي مَسْجِدنَا هَذَا وَالَّذِي أمرنَا الله بِهِ من ذَلِك الْوَقار والسكينة فَقَالَ لَهُ العفريت إِنِّي لَا أعلم فِي السَّمَاء طيراً أَشد من الْعقَاب وَلَا أَكثر حِيلَة مِنْهُ وَذهب يَبْتَغِي وكر عِقَاب فَوجدَ وكراً فَغطّى عَلَيْهِ بترس غليظ من حَدِيد فجَاء الْعقَاب إِلَى وَكره فَوجدَ الترس فبحثه بِرجلِهِ ليزيحه أَو ليقطعه فَلم يقدر عَلَيْهِ فحلق فِي السَّمَاء ولبث يَوْمه وَلَيْلَته ثمَّ أقبل وَمَعَهُ قطع من السامور فتفرقت عَلَيْهِ الشَّيَاطِين حَتَّى أخذوها مِنْهُ وَأتوا بهَا إِلَى سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ يقطع بهَا الصَّخْرَة الْعَظِيمَة وَكَانَ عدد من عمل مَعَه فِي بِنَاء بَيت الْمُقَدّس ثَلَاثِينَ ألف رجل وَعشرَة آلَاف يتراوحون عَلَيْهِم قطع الْخشب فِي كل شهر عشرَة آلَاف خشب وَكَانَ الَّذين يعْملُونَ فِي الْحِجَارَة سبعين ألف رجل وَعدد الْأُمَنَاء عَلَيْهِم ثَلَاثمِائَة غير المسخرين من الْجِنّ وَالشَّيَاطِين وَعمل فِيهِ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام عملا لَا يُوصف وزينه بِالذَّهَب وَالْفِضَّة والدر والياقوت والمرجان وأنواع الْجَوَاهِر فِي سمائه وأرضه وأبوابه وجدرانه وأركانه مَا لم ير مثله وسقفه بِالْعودِ اليلنجوج وصنع لَهُ مِائَتي سكرة من الذَّهَب وزن كل سكرة عشرَة أَرْطَال وأولج فِيهِ تَابُوت مُوسَى وَهَارُون عَلَيْهِمَا السَّلَام وَلما فرغ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام من بِنَاء بَيت الْمُقَدّس انبت الله شجرتين عِنْد بَاب الرَّحِم إِحْدَاهمَا تنْبت الذَّهَب وَالْأُخْرَى تنْبت الْفضة فَكَانَ فِي كل يَوْم ينْزع من كل وَاحِدَة مِائَتي رَطْل ذَهَبا وَفِضة وفرش الْمَسْجِد بلاطه من ذهب وبلاطه من