الانس الجليل (صفحة 139)

فِي الْوَادي وَيُقَال أَن قبر دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام بكنيسة صهيون وَهِي الَّتِي بِظَاهِر الْقُدس من جِهَة الْقبْلَة بأيدي طَائِفَة الإفرنج لِأَنَّهَا كَانَت دَاره وَفِي كَنِيسَة صهيون الْمَذْكُورَة مَوضِع تعظمه النَّصَارَى وَيُقَال أَن قبر دَاوُد فِيهِ وَهَذَا الْموضع هُوَ الْآن بأيدي الْمُسلمين وَسَنذكر مَا وَقع فِي ذَلِك فِي عصرنا من التَّنَازُع بَين الْمُسلمين وَالنَّصَارَى فِيمَا بعد فِي حوادث سنة خمس وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى (ملك سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام) لما توفّي دَاوُد ملك ابْنه سُلَيْمَان وعمره اثْنَتَا عشرَة سنة ومولد سُلَيْمَان بغزة وآتاه الله الْحِكْمَة وَالْعلم وَالْملك مَا لم يؤته لأحد سواهُ على مَا أخبر الله عز وَجل بِهِ فِي مُحكم كابه الْعَزِيز فأطاع لَهُ الله الْأنس وَالْجِنّ وَالشَّيَاطِين والرياح والطيور والوحوش والهوام وكل الْمَخْلُوقَات عل اخْتِلَاف أجناسها فسبحان المتفضل بِمَا شَاءَ عل من شَاءَ (بِنَاء سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام مَدين بَيت الْمُقَدّس ومسجدها) لما كَانَ فِي السّنة الرَّابِعَة من ملكه فِي شهر أيار وَهِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة لوفاة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام ابْتَدَأَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام فِي عمار بَيت الْمُقَدّس حسماً تقدم بِهِ وَصِيَّة أَبِيه إِلَيْهِ وَكَانَت مَدين بَيت الْمُقَدّس فِي زمن نَبْنِي إِسْرَائِيل عَظِيمَة الْبناء متسعة الْعمرَان وَكَانَت أكبر من مصر وَمن بَغْدَاد عل مَا يُوصف فَيُقَال أَن الْعِمَارَة والمنازل كَانَت مُتَّصِلَة من جِهَة الْقبْلَة إِلَى الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة يَوْمئِذٍ بدير السّنة وَمن جِهَة الشرق إِلَى جبل طور زيتا واستمرت الْعِمَارَة بطور زيتا إِلَيّ حِين الْفَتْح الْعمريّ وَمن جِهَة الغرب إِلَى مَاء ملا وَمن جِهَة الشمَال إِلَى الْقرْيَة الَّتِي بهَا قبر النَّبِي شمويل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015