ما بين سنة (709هـ - 897هـ) أي: قرابة المائتي سنة والحال في بلاد غرناطة معاهدات متتالية من أبناء الأحمر ملوك غرناطة مع ملك قشتالة، وتسليم جزية وخزي وعار سنوات طويلة لكن لم تسقط، والذي حفظ هذه البلاد من السقوط لمدة مائتي سنة من غير وجود مدد من بلاد المغرب، أنه كان خلاف كبير جداً يدور بين مملكتي قشتالة وأراجون المملكتين النصرانيتين في شمال غرناطة، فقد كانتا تتصارعان سوياً، والمعروف أن كل مملكة منهما صارت مملكة ضخمة كبيرة على أنقاض الدولة الإسلامية في بلاد الأندلس، وأصبحت قوة غرناطة قوة هزيلة جداً لا ينظرون إليها، فقد انشغلوا بأنفسهم وتركوا المسلمين.
ففي هذه المدة الطويلة كانت غرناطة على عهد واحد من الخمول والدعة والركون والمعاهدات المخزية مع النصارى، وهنالك أسباب غيّرت الأحوال وجعلت بلاد الأندلس تسقط بالكلية، ويلتفت إليها النصارى بعد أن شُغلوا عنها بحروبهم.