الخلافات بين الغالب بالله الأحمر وأخيه الزغل وأثرها في سقوط الأندلس

في سنة (871هـ) أي: قبل السقوط بحوالي (26) سنة، كان يحكم غرناطة في ذلك الوقت رجل اسمه محمد بن سعد بن إسماعيل بن الأحمر الملقّب بـ الغالب بالله، وكان له أحد الإخوة اسمه أيضاً محمد ويُعرف بـ أبي عبد الله محمد الملقّب بـ الزغل، أي: الشجاع، ولكن الأخوين اختلفا على الحكم، وتصارعا في مملكة غرناطة الهزيلة الضعيفة المحاطة في الشمال بمملكتي قشتالة وأراجون، فاستعان أبو عبد الله محمد الزغل بملك قشتالة لأجل أن يحارب أخاه الغالب بالله، وبالفعل تمت الاستعانة ودارت موقعة بين الأخوين، ثم اصطلحا على تقسيم غرناطة، فصار الجزء الشمالي منها والذي هو ولاية غرناطة الرئيسية تحت حكم الغالب بالله، والجزء الجنوبي والذي هو ولاية ملقة تحت حكم الزغل وهكذا انقسمت غرناطة إلى قسمين.

وفي سنة (774هـ)، أي: بعد هذا التقسيم بثلاثة أعوام يحدث حدث خطير جداً في الأندلس، وهو زواج فرناندو الثالث ملك أراغون وهو غير فرديناند الثالث ملك قشتالة أيام محمد بن الأحمر الأول، فيتزوج من إيزابيلا وريثة عرش قشتالة، وبعد هذا الزواج اصطلحت الدولتان: دولة أراجوان مع دولة قشتالة، وبعد خمس سنوات من زواجهما توحدت المملكتان في مملكة واحدة هي مملكة إسبانيا، وكان ذلك في سنة (879هـ) وكانت هذه بداية النهاية لغرناطة، وأقسم الملكان فرديناند الثالث وإيزابيلا على ألا يعقدا عُرساً إلا في قصر الحمراء، قصر الرئاسة الموجود في غرناطة، فهذا يدل على قوة العزم الذي جهّزوه لبلاد المسلمين، أما بلاد غرناطة في ذلك الوقت في سنة (879هـ) فقد كانت منقسمة إلى شطرين أو قسمين: قسم مع الزغل وقسم مع الغالب بالله، أما حال الشعب فقد عم فيهم الترف والدعة والخمول والغناء والخمور في ذلك الوقت، فماذا ننتظر بعد تلك الأمور؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015