مما ابتدىء الكلامُ لأجله، وشرعَ فيه بسبيل، غيرَ أنه اقتدار في البلاغة

وحسن الفصاحة.

وقال أيضا الطائي:

وأنجدتُمُ من بعد اتهامِ داركم ... فيا دمعُ أنجدي على ساكني نجد

فخرج عن الإخبار بانتقالهم من نجد إلى تهامة، إلى التحزن واستدعاء

الدمع، وقال أهلُ اللغة ومن جنسِ البلاغة والتمكن من الخروج عن الشيء

إلى غيره ثم العودُ إليه اعتراضُ الكلام في كلامٍ لم يتم معناه ثم العود إليه.

وأنشدوا قول النابغةَ الجعدي:

ألا زعَمَت بنو سعدٍ بأنّي.., ألا كَذَبوا كبيرُ السّن أنِّي

فاعترضَ في كلامه وخبر أخباراً عنهم بأنهم كَذبوا فخرجَ عن الإخبار

عن قولهم قبلَ تمامِه إلى الإخبار بكذبهم عليه، ثم عادَ إلى تمامِ الإخبارِ

عنهم، وإلا فقد كان يكفيه أن يقول: زعمتَ بنو سعدٍ بأني كبيرُ السن أني.

وقال كثّيرُ عزة:

لو أن الباخلينَ وأنتَ منهم ... رأوكَ تعلَّموا منكَ المطالا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015