وأمثال ذلك، ومنه أيضا قولُه: (وَفُومهَا) ، أو (ثومها) ، وأمثال

ذلك كثير.

والوجه السادس: أن يكون الاختلافُ بين القراءتين بما يغير صورتها

ولا يغيِّر معناها، نحو قوله: (كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ)

و"كالصوف المنفوش"، و (إِن كاَنَت إِلا صَحية واحدة) و "إن هي إلا زعقة واحدة"، و (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) .

و (طعام الفاجر) ، ومنه قولُه: (وَفُومهَا) و (ثومها) ، وأمثال هذا مما لا

تختلف به صورُ الأسماءِ وحروفُها، وإن لم يختلف معناها، وهذا مما أنزلَه

اللهُ تعالى، لأن في العرب من يثقُلُ عليه مفارقةُ طبعِه ونمطِ كلامه، وأن

يقول صوف مكان عهنٍ وزعقة مكانَ صيحة، فأنزلَ القراءتين وأطلقَهما

رخصةً وتخفيفا عن عباده مع حصول السلامةِ والاستقامة وإرادة الرخصةِ لهم

وتخليهم وطباعَهم وعادتهم وسجيةَ أنفسهم في الكلام.

والوجه السابع: أن يكون الاختلاف بين القراءتين للاختلاف في

الإعراب للكلمة وحركات بنائها، بما يُغيّر معناها ولا يزيلها عن صورتها في

الكتاب، نحوَ قوله تعالى: (رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا) ، على طريق

الخبر، و (رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا) ، و (رَبَّنَا بَعَّدَ بَيْنَ أَسْفَارِنَا) ، و (رَبَّنَا بَعِّدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا) بفتح العين وكسرها، وقوله: و (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ)

و (بعد أمه) ، ومعنى أمَّة حين، وأمَه معناها النسيان، وذلك صحيح لأنه ادّكر بعد حين، وبعد أن نسي أيضا، فضم الله تعالى المعنيين في القراءتين، وقوله تعالى: (رَبَّخَابَخعِذتتن أَشفَارِنَا@ بكسر العين، معناه: الطلب والمسألة من أهل سبأ أن يُفرِّقهم الله ويباعدَ بين أسفارهم، وقد كانوا سألوا ذلك، ومنه أيضا: (يَعكُفُونَ) ، و (يعكِفون) بالضمَ والكسر، والصورة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015