وَقد روى الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا انْتهى فِي النّسَب إِلَى معد بن عدنانَّ قَالَ كذب النسابون قَالَ الله عز وَجل {وقرونا بَين ذَلِك كثيرا}
وَلَيْسَ هَذَا الْإِسْنَاد بِالْقَوِيّ
وَقَالَ آخَرُونَ لم يتَجَاوَز النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّسَب النَّضر بن كنَانَة
وَهَذَا لَو صَحَّ كَانَ مَعْنَاهُ فِي نِسْبَة قُرَيْش خَاصَّة لَا فِي علمه بأنساب الْعَرَب وَقد جَاءَ عَنهُ من وُجُوه مَا يدل على مَا تأولناه عَلَيْهِ فِي ذَلِك
وَكَانَ قوم من السّلف مِنْهُم عبد الله بن مَسْعُود وَعَمْرو بن مَيْمُون الأودي وَمُحَمّد بن كَعْب الْقرظِيّ إِذا تلوا {وَالَّذين مِن بَعدهم لَا يعلمهُمْ إِلَّا الله} قَالُوا كذب النسابون
وَمعنى هَذَا عندنَا على غير مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ وَإِنَّمَا الْمَعْنى فِيهَا وَالله أعلم تَكْذِيب من ادّعى إحصاء بني آدم فَإِنَّهُ لَا يحصيهم إِلَّا الَّذِي خلقهمْ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي أحصاهم وحدَه لَا شريك لَهُ وَالله أعلم