بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
قَالَ الشَّيْخ الإِمام أَبُو عُمر يُوسُف بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْبر النّمري رَحمَه الله
الْحَمد لله ذِي الْقُدْرَة والآلاء وَالْعَظَمَة والكبرياء فاطر الأَرْض وَالسَّمَاء الَّذِي خلقنَا من نفس وَاحِدَة وَخلق مِنْهَا زَوجهَا وبَث مِنْهُمَا رجَالًا كثيرا وَنسَاء وجعلهم شعوباً وقبائل وباين بَينهم بالفضائل وتعبَدهم بالأقوال والأعمال ليبلوهم أيكفرون أم يشكرون لَا لحَاجَة إِلَيْهِم إِن الله لغَني عَن الْعَالمين وَصلى الله على مُحَمَّد خَاتم النَّبِيين وعَلى آله أَجْمَعِينَ
أما بعد فَإِنِّي ذكرت فِي كتابي هَذَا أُمَّهَات الْقَبَائِل الَّتِي رَوَت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقربت ذَلِك واختصرته وبيّنته وَجَعَلته دَلِيلا على أصُول الْأَنْسَاب ومدخلاً إِلَى كتابي فِي الصَّحَابَة ليَكُون عوناً للناظرين فِيهِ ومنبهاً على مَا يُحتاج إِلَيْهِ من معرفَة الْأَنْسَاب فَإِنَّهُ عِلْمٌ لَا يَلِيق جهلُه بذوي الهمم والآداب لما فِيهِ من صلَة الْأَرْحَام