(2) مخطوطة كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان (المتوفى سنة 681/ 1282) .
الشيء الّذي لا يعرفه كثير من الباحثين هو أن ابن خلكان، وبعد أن أنهى تصنيف الوفيات ودفعها إلى الوراقين، قد احتفظ بنسخة من كتابه هذا فأضاف إليها وأصلح فيها الكثير وقد آلت هذه النسخة أخيرا إلى المتحفة البريطانية (رقمها (صلى الله عليه وسلمdd.25735 ومن مقارنة هذه النسخة مع النسخ المخطوطة والمطبوعة منها نجد أن نسخة لندن تحتوى على زيادات كثيرة لا توجد في ما لدينا من بعض نسخ الوفيات. وفي لايدن نسخة من الوفيات تشبه تلك التي في لندن إلا أن إضافات نسخة لايدن كتبت بخط حديث مما يعطينا الدليل على أن العرب كانوا على علم بما نسميه اليوم «نقد النص» وأنهم قد عنوا كثيرا بحفظ النصوص وطريقة إخراج أصح نص منها. وهذه النسخة للأسف الشديد لم تستعمل أيضا في نشر كتاب الوفيات حتى الآن. (رقمها. (صلى الله عليه وسلمcad.193
(3) وهناك دليل آخر أكثر نصوعا وإقناعا وهو «الإجازات» وهذه نراها غالبا ملحقة بالمخطوطات وتعنى أن هذا الكتاب قد قرئ على مصنفه أو راويه فوجده صحيحا فأجاز روايته لغيره وأن هذه الإجازة في حقيقتها ليست كما نسميه اليوم «حقوق الطبع» ولكنها حلقة قوية في سلسلة حلقات نقل النص صحيحا بالرواية (انظر مقال الدكتور صلاح الدين المنجد حول الإجازة) [1] .
(4) من هذه الأمثلة القليلة وأمثالها كثيرة يظهر بوضوح أن العرب قد أوجدوا الأسس والقواعد الأولى لتحقيق النصوص الحديث ولعل أحسن مثال يمكن أن يورد هنا ما نجده في نهاية مخطوطة أشعار الهذليين (رقمها (OR.549 فقد ورد ما نصه: