وعرضت رأى رتر هذا على صديقي شورد فان كوننكزفيلد، أمين قسم المخطوطات العربية في مكتبة جامعة لايدن، فكتب ما يأتى:

كلمة «فيلولوجى» معناها: الدراسة العلمية الشاملة لأية لغة، وتشمل إطار بنائها وتطور اشتقاقاتها وتاريخ هذا التطور وعلاقة هذه اللغة بغيرها من اللغات ومدلول هذه العلاقة واختلافه بالنسبة لهذه اللغة أو تلك، وإن تحقيق النصوص ليس عملا «فيلولوجيا» فقط وإن كان جزءا مهما منه، أما إن المحقق (ولا أريد أن استعمل «الفيلولوجى» ) العربيّ جاء متأخرا عن المحقق التقليدي (ولا أقول «الكلاسيكى» ) الغربي ففيه أكثر من سؤال لأن دارسى المخطوطات العربية لا يمكن أن يركنوا إلى رأى رتر هذا لأنه من الخطأ الكبير الظن أن العرب، وبقدر ما يتعلق الأمر بتحقيق المخطوطات، كانوا يتّبعون خطى المحققين الغربيين مع أنهم يفعلون ذلك في وقتنا هذا. فإنه على النقيض من ذلك تماما لأن المشتغلين بالمخطوطات العربية يعرفون جيدا كم كان العرب يعنون بإخراج النصوص الصحيحة الموثوقة الثابتة عناية تفوق ما يفعله محققو اليوم من العرب أو المستشرقين، وإليك أمثلة قليلة من كثيرة تجدها في نفائس مخطوطات لايدن العربية:

(1) مخطوطة الألفاظ الكتابية لعبد الرحمن بن عيسى الهمذانيّ (المتوفى سنة 320/ 922) بخط عالم بغداد موهوب بن أحمد بن محمد بن خضر الجواليقيّ (المتوفى سنة 539/ 1144) والغريب أن هذه النسخة لم تستعمل في الطبعات العديدة للكتاب مع أنها قوبلت وصححت على نسخة بخط ابن خالويه نفسه وعلى نسخة سماها الجواليقي «نسخة أخرى» إضافة إلى ذلك فإن الجواليقيّ قابل هذه النسخة مع النسخة التي نقل منها وأصلح كل خطأ حدث فيها وعلقه في الحاشية وهذا الشيء المعهود والمعروف عند العرب وهو ما يسمى ب «المقابلة» . فإن ما فعل الجواليقيّ قبل ثمانية قرون هو بالضبط ما نفعله الآن، وهذا العمل يدور حول تجميع النسخ المخطوطة لأى كتاب ومقابلتها مع بعضها وبالتالي إخراج نص موثوق صحيح منها. (رقم المخطوطة في لايدن. (OR 1070

طور بواسطة نورين ميديا © 2015