الطبري وابن عساكر وابن خلكان وابن العبري في مختصر تاريخ الدول 224، ومسكويه في تجارب الأمم. وجاء في كتاب الوزراء والكتاب للجهشياريّ:

«قال عبيد الله بن يحيى بن خاقان: سألت مسرورا الكبير في أيام المتوكل وكان قد عمر اليها ومات فيها، عن سبب قتل الرشيد لجعفر وإيقاعه بالبرامكة فقال: كأنك تريد ما تقوله العامة فيما أدعوه من أمر المرأة وأمر المجامر التي اتخذها للبخور في الكعبة؟ فقلت: ما أردت غيره. فقال: لا والله ما لشيء من هذا أصل ولكنه ملل موالينا وحسدهم» . صفحة 254. وهذه شهادة شاهد خبير مطلع على دواخل قصور الخلافة. وقد امتدت عدوى الشعوبية الى من عاصرنا فكتب قصة مختلفة للنيل من الشرف العباسي الإسلامي وتبعه عدنان مردم فألف رواية شعرية (العباسة) سنة 1969، ثم كرر جرجي زيدان قوله في كتابه (تاريخ التمدن الإسلامي) الّذي ترجم ماركليوث قسما منه الى الانكليزية (انظر صفحة 202) معتمدا على رواية الاتليدى في كتابه (أخبار البرامكة) . وقصة العباسة الشعوبية هذه لها ذكر أيضا في شرح قصيدة ابن عبدون 229، وملخصها في أخبار الدول للقرمانى (مخطوطة لايدن) ، ورقة 150 أ، وفي مختصر تاريخ ابن الساعي 30، والفخرى 288.

«148» - المعروف عند المؤرخين أن الخيزران أخبرت الرشيد بذلك وحرضته على الإيقاع بالبرامكة وقد روى الطبري غير ذلك فقال: ان احدى الجواري، لشر وقع بينها وبين عباسة أنهت أمرها للرشيد، تاريخ الطبري 3/ 677. وقد روى الصولي في اشعار أولاد الخلفاء 57: قالت علية للرشيد بعد إيقاعه بالبرامكة: ما رأيت لك يوم سرور تاما منذ قتلت جعفر فلأيما شيء قتلته؟ فقال: لو علمت أن قميصي يعلم السبب الّذي قتلت به جعفر لأحرقته.

فهل كانت علية بنت المهدي جاهلة السبب لو كان هناك مثل هذه الفضيحة في قصور الخلافة؟ وقد روى الطبري 2/ 669، وذكر أبو محمد اليزيدي وكان فيما قيل من أعلم الناس بأخبار القوم، قال: من قال أن الرشيد قتل جعفر بن يحيى بغير سبب يحيى بن حسن فلا تصدقه. وقال المسعودي 6/ 362، (وانهم أطلقوا رجلا من آل أبى طالب كان في أيديهم.. وأما الباطن فلا يعلم) ، وقال اليعقوبي 2/ 510، (وأكثر الناس في أسباب السخط عليهم مختلفون» ، وانظر، شرح قصيدة ابن عبدون 246- 247. ويرى طه محمد شفيق السامرائي أن هناك رضاعا بين البرامكة والرشيد فمن غير المعقول أن يتجاهل الرشيد ذلك ويزوج أخته لجعفر البرمكي: في رسالة خاصة منه.

«149» - في كلا نسختي لايدن وفاتح (وما بقي في دارك جارية أو خادما) ولعل الصواب ما أثبتناه لأن الفعل الثلاثي لازم وسياق الكلام يستلزم وجود الفعل (أبقى) .

«150» - الفيوج: جمع فيج، ومعناه رسول الخليفة أو السلطان الّذي يحمل الأخبار والكتب من بلد الى آخر. انظر، تفسير الألفاظ العباسية في نشوار المحاضرة لمحمد تيمور، مجلة المجمع العلمي العربيّ بدمشق 3/ 76 لسنة 1923.

«151» - ذكر المسعودي في مروجه 6/ 398، ان الرشيد أمر ياسرا الخادم بقتل جعفر ثم قتله وقال: (لا أريد أن أرى قاتل جعفر) . أما في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015